الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره

السؤال

أنا أردت توبة من بعض الذنوب، فمثلا سأتوب من جميع الذنوب، ما عدا ثلاثة ذنوب، أو أربعة. وكنت قد أخرت التوبة سابقا. هل يجوز أن أتوب من جميع الذنوب، سوى ذنوب معينة، وأترك ذنب تأخير التوبة؛ لأنه يحتاج إلى توبة عامة. هل تقبل توبتي بذلك أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره خلاف، فقيل تصح مطلقا، وهو قول الجمهور، وقيل لا تصح، وقيل تصح إلا إن كان الذنب الذي لم تتب منه من جنس الذنب الآخر، فلا تصح، وهو ترجيح ابن القيم.

ومذهب الجمهور -كما ذكرنا- صحة التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، ولكن لا يستحق هذا الشخص اسم التائبين التوبة المطلقة، وما لهم من الفضل، وانظر لمزيد التفصيل الفتوى: 116723.

وإذا علمت هذا، فالذي ننصحك به هو أن تتوب عاجلا وفورا من جميع ذنوبك، فإنك لا تدري متى يفجؤك الأجل، على أنك إن تبت من بعضها، ولم تتب من بعضها صحت توبتك مما تبت منه، إذا استوفت شروطها من الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني