الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشاؤم.. حكمه.. وسبل علاجه ودفعه

السؤال

لدي قريبة إذا تصبحت بها أو علمت بأمر امتحان لي أو أي موضوع خير لي يسد دربه، فهل أنا آثمة بتفكيري هذا، مع العلم بأن الموقف تكرر بشكل مزمن، ومع العلم بأنها من المفروض أنها تريد لي الخير كله، وماذا علي أن أفعل اتجاهها، أجيبوني؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لك أن تتشاءمي بما يحصل لك من سد الأبواب أمام حاجاتك إذا تصبحت بقريبتك أو علمت هي بأمر امتحان لك أو أي موضوع خير لك ونحو ذلك.... لأن التشاؤم شرك وسوء ظن بالله وتوقع للبلاء، وإذا أحسست بالتشاؤم فتوكلي على الله وقولي: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك.

ولا يجوز لك قطيعة قريبتك للأسباب التي ذكرتها، لأن ذلك تحقيق للتشاؤم.

وأما مجرد التفكير في هذا الموضوع فلا إثم فيه إذا لم يترتب عليه مضي في أمر أو رجوع عنه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك. رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك. رواه أحمد أيضاً.

فدل هذان الحديثان على أن التشاؤم لا يؤاخذ عليه الإنسان حتى يعمل بمقتضاه، لكن الأفضل ترك هذا النوع من التفكير لئلا يستقر في الذهن شيء من الطيرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني