الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول فتح حساب في بنك ربوي

السؤال

لا يمكن لي أن أخرج كل مالي من بنك ربوي بل لا بد أن يبقى وفق القوانين الجاري بها العمل ليبقى الحساب مفتوحاً على الأقل خمسة دراهم وأنا أريد أن أتخلص من جميع المال المودع لي بالضبط في صندوق التوفير بالبريد، مع العلم بأن حتى الخمسة دراهم تترتب عليها فوائد وأنا لا أريد أن يكون لي أي مال في بريد ربوي، فما النصيحة التي توجهونها لي؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا اضطررت إلى فتح حساب في البنوك الربوية، وجب أن يكون ذلك الحساب جارياً (أي لا فائدة تترتب على المال المودع فيه)، لأن الضرورة تقدر بقدرها، ومتى أمكن تفادي الضرورة دون الوقوع في الربا وجب ذلك لقول الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ {البقرة:173}.

فإذا لم يمكن قضاء هذه الضرورة إلا بفتح حساب التوفير جاز للضرورة، ووجب التخلص من أي فوائد ربوية تترتب على المال الموجود في الحساب، مع وجوب سحب أي مبالغ فيه عند القدرة على ذلك لئلا تترتب عليها فوائد ربوية أصلاً، هذا إذا بلغ المرء حالة الاضطرار، أما في حال السعة والاختيار فلا يجوز التعامل مع البنوك الربوية أصلاً لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

ولا شك أن إمداد هذه البنوك بالأموال بفتح حساب لديها من أقوى الإمداد لها على الاستمرار في حرب الله ورسوله، وراجع الفتوى رقم: 1388.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني