الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل استجلاب حفظ الله وكفايته

السؤال

أنا فتاة عمري قارب 27 عاماً لم يوفقني الله بالزوج الصالح إلى الآن، وكلما ذهبت إلى مكان تطاردني أعين الفتيات اللائي يحسدنني على ما وهبني الله من حسن الطلعة سواء أصدقاء أو أقارب، وعندما أخلو بنفسي أحياناً لا أجد إلا الدموع سبيلاً لتخرج عني حزني وأحياناً أخرى أتحدث لأمي، فهل هذا قنوط من رحمة الله، وهل يحرمني البكاء من أجر الصابرين، أرجو الإجابة؟ وجزاكم الله خيراً عنا وعن كل المسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يحقق طموحاتك وأن يرزقك من فضله، وننصحك بالدعاء وبالحفاظ على أذكار الصباح والمساء، وسؤال الله العافية، وخاصة قراءة القرآن وسورة الإخلاص والمعوذتين ثلات مرات مساء وصباحاً. ففي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء. رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.

وفي الحديث: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم.

وواظبي على صلاة أربع ركعات أول النهار، ففي الحديث القدسي: يا ابن آدم: صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. رواه أحمد وابن حبان والطبراني. وقال المنذري والهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.

واحرصي على تكرار حسبي الله لا إله إلا هو سبع مرات عند المساء والصباح، ففي الحديث: من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني وصححه الأرناوؤط.

وعليك بالمحافظة على الحجاب الشرعي والعفة والبعد عن الاختلاط، فإن التعفف سبب لتحقيق العفاف؛ لقوله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله. رواه البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه.

وبإمكان أبيك أو ولي أمرك أن يعرضك على أحد الشباب المستقيمين من أقربائك إن تيسر ويزوجك به، ولا يمنعنك من ذلك كونه فقيراً فعسى أن يغنيه الله بسبب الزواج، قال الله تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وقال صلى الله عليه وسلم: من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ورواه أحمد والترمذي، وحسنه الأرناؤوط والألباني.

وعليك بالحرص على تخفيف المهر فهو من يُمن المرأة، كما في الحديث: إن من يُمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها. رواه أحمد من حديث عائشة.

ثم إن الحزن لمشكلة طبيعية لا يدل على القنوط، وراجعي في ذلك وفي رفع الحرج في البكاء الذي لا يصحبه تسخط القدر، وفي أسباب استجابة الدعاء، وفي عرض الرجل بنته على أهل الصلاح.. راجعي في ذلك كله الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1390، 2150، 2395، 23599، 13770، 7087، 34598.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني