الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط عدم افتتان المرأة بالشيخ الذي تلقى عنه العلم

السؤال

محتارة في مسألة أرجو منكم أن تفيدوني فيها.. أنا منذ حوالي سنتين أو ثلاث وأنا أحضر دروسا لشيخ معين مع زوجي، وكان له الفضل بعد الله عز وجل في تغيير أحوالي الإيمانية وفي معرفة آفات نفسي.. ونحن متابعون معه في معظم دروسه ونشطاته وعلى علاقة قريبة منه.. هو بمثابة قدوتي، وزوجي يعلم ذلك ويشجعني على الاستمرار في التعلم منه. ولكن منذ حوال 5 أشهر زاد الأمر على أن يكون مجرد قدوة، فقد وقع شيء في قلبي تجاه هذا الشيخ! أجاهد نفسي أحيانا فأبتعد عن بعض النشاطات وأحيانا أخرى أقول هو من الشيطان وأحاول ألا أفكر في الأمر حتى أكمل مسيرة طلب العلم وتصحيح الإيمان. لا أدري ما الصواب: مجاهدة النفس فأبتعد نهائيا، أم مجاهدة الشيطان فأستمر.. هذا مع العلم أني لا أحدثه على الإطلاق ووسيلة التخاطب لا تتعدى بعض الرسائل البريدية الرسمية أو إذا كان موضوع أبعث عن أحد يفاتحه فيه (زوجي أو صديقة) .. لكن المشكلة فقط في القلب، وأخشى أن يكون هذا سببا لقسوة قلبي أو أن يكون تعلقا بغير الله.. أرجو نصحي ولكن مع الوضع في الاعتبار أني لم أجد بديلا لهذا الشيخ، وسألت زوجي من قبل هل هناك شيخ يهتم بتصحيح الإيمانيات عمليا كهذا الشيخ ولم أجد أحدا.. غير أنه مهتم بي وبأخوات أخريات شخصيا ويريد أن يعدنا لنكون داعيات ومربيات متعلمات على حق.. أرشدوني إلى الحل وكيفية دفع هذه الوساوس.. وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحب الشيخ أو غيره لأجل علمه أو ورعه ونحو ذلك لا حرج فيه، بل هو من الحب في الله عز وجل الذي هو أوثق عرى الإيمان؛ كما في الحديث: أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله عز وجل.

وأما حب الشهوة كأن يكون لجمال خلقته ونحوه، فما وقع منه في القلب دون إرادة ولا بذل سبب فلا إثم فيه، لكن ينبغي دفعه ومعالجته لئلا يؤدي إلى ما لا تحمد عاقبته.

والذي نراه وننصحك به هو الاستمرار في حضور تلك الجلسات الإيمانية مع الالتزام بالضوابط الشرعية في ذلك، ولو كان بين النساء وبين الشيخ حجاب بحيث لا يرونه وإنما يسمعون صوته فقط فهو أولى وأحوط، مع عدم المراسلة البريدية أو غيرها من أنواع الاتصال بذلك الشيخ ما دمت تجدين في قلبك نحوه ما تجدين من التعلق سدا الأسباب الفتنة.

ويمكنك الاستفسار منه عن طريق زوجك، ولو أمكن انفراد النساء بدرسهن كأن يكون بينهن من تستطيع القيام بدعوتهن وتربيتهن فهو أولى.

وعلى كل فلا نرى فيما ذكرت سببا للانقطاع عن حضور جلسات الإيمان ودروس العلم، لكن مع أخذ الاحتياط وسد كل السبل التي قد تؤدي إلى الافتتان والوقوع فيما يغضب الرحمن عز وجل.

وللمزيد انظري الفتاوى التالية أرقامها: 8663، 5707، 27626، 102541.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني