الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طالب العلم إذا ابتلي بالنظر المحرم هل يمنعه ذلك عن الطلب

السؤال

ماذا تقولون في طالب علم ابتلي بالدخول على المواقع الإباحية، وماذا يفعل؟ مع العلم بأنه حاول أكثر من مرة عدم الدخول لكن تأتي لحظة ويضعف، ما العمل؟ وهل هذا الشاب يصلح للعلم أم ماذا؟ أجيبوني بارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعافيه مما هو فيه، ويعينه على التوبة والابتعاد عن الرذائل، ونقول له سارع بالتوبة إلى الله والندم على ذلك، وأسرع بإعفاف نفسك بالزواج فإن لم تستطع فداوم على الصيام، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فائدة الزواج والصيام وأثرهما في الإعفاف، فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم. قال النووي في شرح صحيح مسلم: الوجاء هو رض الخصيتين، والمراد هنا: أن الصوم يقطع الشهوة، ويقطع شر المني، كما يفعله الوجاء. انتهى.

ثم عليك بالابتعاد عن كل ما يثير فيك الشهوة، لا سيما مواطن الاختلاط، واستعن بالله عز وجل، وادعه دعاء مضطر مسكين، ثم عليك أن تضع جهاز الحاسب الآلي في موضع ظاهر بحيث يراه من حولك أيضاً فلعل هذا يبعد عنك الشيطان، واستبدل تلك المواقع بمواقع طلب العلم النافع لا سيما وفي السؤال أن من يفعل ذلك طالب علم، ففي الإنترنت خير كثير لمن بحث عنه، مع مراقبة الله تعالى. والعلم بأنه يراك ومطلع عليك. ثم عليك بالصحبة الصالحة وإن أمكن ألا تتصفح الإنترنت إلا في وجود صاحب صالح فهو علاج قوي لا سيما في البداية.

وأما هل هذا الشاب يصلح للعلم أم ماذا؟ فنقول: إن الإنسان قد يضعف ويستسلم، والرغبة الجنسية أحياناً تضعف عزم الشخص فيرى بعينه المحرمات ويستلذ بها، ولكن عندما تقوى النفس الأمارة بالخير على النفس الأمارة بالسوء يكون الخلاص، وطلبه للعلم مما يشجع على ترك هذه العادة الذميمة، ومن تاب تاب الله عليه، والنظر إلى المواقع الإباحية عادة سيئة يكون دفعها بفعل الحسنات ومن أعظمها طلب العلم، فلا يجوز نهيه عما هو فيه من طلب العلم، أو تثبيطه لوقوعه في هذه السيئة بل ننهاه عن السيئة ونشجعه على طلب العلم، وليعلم أن رأس العلم خشية الله تعالى، كما قال سبحانه: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ. {فاطر:28}.

ولمزيد من الفائدة حول طريق الخلاص من رؤية المواقع الإباحية ووجوب التوبة من ذلك، وما يعين عليها وأن الله غفور رحيم لمن أناب، راجع في ذلك الفتويين: 66439, 111852.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني