الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفاسد الاختلاط بين الرجال والنساء كثيرة

السؤال

فضيلة الشيخ حياك الله، مشكلتي هي الاختلاط الذي صرنا نشاهده مليا هذه الأيام والله إننا كنا لنحسد أنفسنا أننا في بلاد لا يوجد فيها اختلاط، طبعا نحن غير متعودين على أن يكون مع أزواجنا نساء وفجأة يحدث هذا الأمر الذي أدى إلى الكثير من المشاكل الزوجية، ومشكلتي هي أني أعاني من الاختلاط في عمل زوجي وصرت أدعو على زوجي إن كلمها في أمور خارجة عن العمل بالشلل في فمه ووالله إنه ليحصل له ذلك بين الفينة والأخرى ولكني في قرارة نفسي لا أريد له ذلك ولكن ماذا أفعل!! اقتراحي يا شيخ أن يكون هناك مجموعة من أمثالكم الأتقياء تعمل على تطهير المكاتب من النساء اللاتي يتجولن بين الرجال ولا أستطيع إلا أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاختلاط الشائع اليوم بين الرجال والنساء في أماكن العمل، هو باب شر وفساد يجر على المجتمع كثيراً من المفاسد والبلايا، والواقع شاهد بذلك، وما يظهر من غيرتك على حدود الله وغيرتك على زوجك هو أمر محمود ما دام لم يخرج عن حد الاعتدال، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 71340.

أما دعاؤك على زوجك بالشلل في فمه فهو غير جائز وهو اعتداء في الدعاء، وإنما ينبغي لك مناصحته والدعاء له بالصلاح وأن يعصمه الله من الفتن، مع قيامك بحقه وحسن التبعل له والتعاون معه على الطاعات. والواجب على أولياء الأمور في بلاد المسلمين أن يمنعوا اختلاط الرجال بالنساء على الوجه الذي يؤدي إلى المحرمات.

قال ابن القيم: ومن ذلك أن ولي الأمر يجب عليه ان يمنع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق والفرج ومجامع الرجال، قال مالك رحمه الله ورضي عنه: أرى للإمام أن يتقدم إلى الصياغ في قعود النساء إليهم وأرى ألا يترك المرأة الشابة تجلس إلى الصياغ فأما المرأة المتجالة والخادم الدون التي لا تتهم على القعود ولا يتهم من تقعد عنده فإني لا أرى بذلك بأساً. انتهى.

فالإمام مسؤول عن ذلك والفتنة به عظيمة، قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفي حديث آخر: باعدوا بين الرجال والنساء.

ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة. انتهى من الطرق الحكمية لابن القيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني