الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل من ابتلي بالميل للرجال وهل له تناول عقاقير تذهب بشهوته

السؤال

أنا شاب لا أميل إلى النساء البتة، وميولي كله تجاه نفس الجنس، تزوجت منذ فترة ولكن قبل يوم زفاف زوجتي كنت أجتمع بها بعض المرات وحاولت أن أداعبها فأحسست بقعشريرة، لأنني لا أميل للنساء، وطلقت زوجتي قبل زفافها لأسباب أخرى غير هذا السبب، وإذا حاولت أن أتزوج مرة أخرى فسوف أظلم الفتاة التي سأتزوجها حيث أتوقع أنني لن أعاشرها وسوف أحرمها من حق المعاشرة، إضافة إلى أحوالي المادية التي تقف عائقا في طريقي، ثم إذا مكثت مع زوجتي فترة وأنا لم أعاشرها فسوف تتحدث وإذا صبرت يوما، أو يومين، أو شهرا، أو شهرين فلن يستمر صمتها وسوف تطالب بحقها، أو الطلاق، وإذا طلقتها فسوف تفضحني بين الناس بأني عاجز جنسيا وعنين، وهذه فضيحة لا يقبلها رجل، وسؤالي هو: هل يجوز لي فعل العادة السرية ـ الاستمناء ـ عوضاً عن الزواج الذي سوف أفتضح به وأيضا سوف أظلم الفتاة التي ليس لها ذنب في انحراف فطرتي، وإذا كان الاستمناء غير مشروع في حالتي، فهل يجوز لي استخدام أي عقاقير طبية، أو أعشاب لقتل الرغبة الجنسية بشكل نهائي؟ أخشى أن أقع في فعل العادة السرية فأكون أغضبت الله ولا أستطيع الزواج للسبب المعلوم، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فميل الرجل إلى أمثاله من الرجال أمر مخالف للذوق السليم والفطرة المستقيمة، وهو لا يخلو من أن يكون من غير كسب من الشخص ولم يترتب عليه الوقوع في معصية فمثل هذا لا يؤاخذ عليه، ولكن ينبغي أن يجتهد صاحبه في مدافعته وأن يحذر أن يقوده ذلك إلى الوقوع فيما لا يرضي الله من الإثم والفواحش.

وقد يكون ذلك بكسب منه، أو يرتكب بسببه شيئا من المعاصي، فإنه في هذه الحالة يأثم به، فنوصيك بكثرة الدعاء بصدق وعزيمة أن يذهب الله عنك ما تجد وعليك بطلب العلاج من المختصين النفسيين والتربويين الثقات.

والعنين ومن به عيب لا يتحقق معه مقصود النكاح يجب عليه أن يخبر به من يريد الزواج منها، وانظر الفتوى رقم: 107546.

وأما الاستمناء فإنه محرم، فلا يجوز للمسلم فعله إلا لضرورة، ولمعرفة ضابط ذلك راجع الفتويين رقم: 7170ورقم: 130996.

وأما كسر حدة الشهوة فله سبل كثيرة قد سبق بيانها بالفتوى رقم: 122027.

واستخدام العقاقير واحد منها، ولكن لا يجوز استعمال ما يذهب الشهوة بالكلية، ويمكنك أن تراجع في هذا أيضا الفتوى رقم: 116624.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني