الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا مسلم سني يخبرني صديقي الشيعي عن وقعة الغدير أريد سردا حيادياً لهذه الحادثة ؟ مع الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن غدير خم مكان بين مكة والمدينة قريب من الجحفة نزل به النبي صلى الله عليه وسلم في رجوعه من حجة الوداع.. خطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم خطبة عظيمة بين فيها كثيرا من الأمور، ومن جملتها: فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك لما شكاه بعض من كان معه من الجند إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرج الإمام أحمد وغيره عن بريده قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتغير، فقال يا بريدة: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وأصل القصة كما قال ابن كثير في البداية والنهاية نقلاً عن ابن إسحاق قال: لما أقبل علي من اليمن ليلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، تعجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف على جنده الذين معه رجلاً من أصحابه، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي، فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم فإذا عليهم الحلل قال: ويلك ما هذا؟!! قال كسوت القوم يتجملوا به إذا قدموا الناس قال: ويلك انزع قبل أن ينتهى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فانتزع الحلل من الناس فردها في البز، وقال وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم.
والحاصل أنه لا خلاف بين أهل السنة في فضل علي ومكانته وأنه يأتي بعد أبي بكر وعمر وعثمان في الفضل.
وأما ما يزعمه بعض أهل البدع والأهواء من أن الله تعالى أنزل في هذا اليوم آية :اليوم أكملت لكم دينكم ، وأنه يستحب صيامه فهذه كلها محض افتراءات لا دليل عليها، لأن الآية نزلت قبل ذلك بعرفة في حجة الوداع كما هو ثابت في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني