الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق أهل السنة والجماعة هو الذي يلزم اتباعه

السؤال

تعرفت على شاب اعتنق الإسلام حديثاً، وقد علم أن المسلمين فئتان: فئة على منهج أهل السنة والجماعة، وأخرى على غير هذا المنهج، وقد طلب مني إفادته بهذا الشأن لكي يعلم أي الطريقين يسلك، لكن معلوماتي محدودة في هذا المجال، ولا أريد أن ألقنه مفاهيم خاطئة فأحمل وزرها، لذلك أتمنى منكم أن تساعدوني، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطريق أهل السنة والجماعة هو الطريق الذي يلزم كل مسلم اتباعه، فقد قال الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153].

وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، ثم قال هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله وقال: (هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه) وقرأ: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصراط المستقيم بسنته كما قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: من الآية44]، وقال سبحانه لنبيه: وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى: من الآية52]، وروى ابن ماجه عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد. قال الشيخ الألباني: صحيح.

ولهذا كان سلفنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة، قال الإمام مالك: السنة سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، والحمد لله فقد ركب الصحابة هذه السفينة وأمروا الأمة جميعاً بركوبها، فنقلوا إلينا السنة، وبلغوها لنا، فلم يبق عذر لأحد في مخالفة طريقهم.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن طوائف من أمته سوف تخرج عن هذا الصراط المستقيم، فقال صلى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. رواه الحاكم وصححه، زاد في رواية: كلها في النار إلا واحدة، فقيل له ما الواحدة؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي. رواه الحاكم والطبراني في معجميه الأوسط والصغير، وفي رواية قال: واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: الجماعة. رواه ابن ماجه.

فهذا يبين أن الصراط المستقيم الذي ينجو من سلكه هو طريق النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وهذا هو طريق أهل السنة والجماعة.

أما من خرج عن هذا الطريق، فهو من هذه الفرق التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها في النار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني