الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يريد التدرب في صالة رياضية فيها موسيقى صاخبة

السؤال

أنا محتار لأني أريد أن أدخل صالة رياضية لكي أتمرن بإشراف مدرب رياضي ولكن كل الصالات الرياضية الموجودة فيها موسيقى صاخبة وأنا ملتزم والحمدلله هناك من يقول لي لا تذهب وابعد عن الشبهات وهناك من يقول لي اذهب ولكن لا تستمع إلى الموسيقى وأنا في حيرة والآن يزيد وزني شيئاً فشيئاً أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا ريب أن هذه الموسيقى من المنكرات التي يجب على المسلم أن ينكرها بحسب وسعه وطاقته، كما قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. فإن كنت تستطيع الإنكار على المسؤولين عن هذه الصالات، بحيث يؤدي إنكارك إلى زوال المنكر، فلا حرج عليك في الذهاب إلى تلك الصالات، أما إذا كنت لا تستطيع ذلك ولا تستطيع أن تنكر إلا بقلبك فلا تقدم على هذا المكان ، إذ من الإنكار بالقلب أن تزول عن مكان المنكر إذا لم تستطع تغييره. قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً[النساء:140]. فدلت هذه الآية على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لقوله تعالى: فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ. فكل من جلس في مجلس معصية مختارًا يكون معهم في الوزر سواء، إلا إذا كان في وجوده مصلحة راجحة كدعوتهم إلى الله بالتي هي أحسن، مع رجاء قبولهم، وليس ما ذكرت من حاجتك لإنقاص وزنك مصلحة راجحة، لأنه يمكنك إنقاص وزنك بطرق كثيرة دون الحاجة إلى هذه الصالات، منها: تقليل الأكل، أو ممارسة الرياضة في المنزل أو في غيره، مما ليس فيه محظور شرعي، ونحو ذلك. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني