الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في جهة تحتم ترك النقاب

السؤال

أنا طالبة قد تخرجت مؤخرا من الجامعة... وإني تنقبت منذ ثلاث سنوات ولله الحمد والشكر... وللأسف مكان العمل من متطلباته أن لا تنتقب المرأة(علمابأني في مجال الطب ولا يعيق النقاب العمل) وهناك جهات أخرى تقبل الطبيبة المنتقبة وأريد الانضمام إليها.... ومشكلتي هي أن والدي مصر على بقائي في الجهة الأولى لأن الامتيازات أكثر ويرى أن لا بأس من إظهار الوجه... وأنا لا أريد ذلك لأنه أصبح جزءا مني..فكيف العمل.. مع العلم بأني حاولت كثيرا فكيف أتصرف بشكل يرضي الله ولا يغضبهما... جزاكم الله خيرا... رجاء أجيبوني باللغتين العربية والأجنبية لأن الكمبيوتر أحيانا لا يظهر الرسائل العربية وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ترجحه الأدلة هو أن تغطية وجه المرأة واجب، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (الأحزاب:59)، وذكر أكثر المفسرين أن معنى الآية الأمر بتغطية الوجه.

ويزداد الأمر تأكيداً إذا خشيت الفتنة في كشف الوجه، وبناء على هذا فالواجب عليك هو أن تستري وجهك، وإذا لم يكن ذلك مقبولاً عند أرباب العمل الذي تخدمين فيه، فالانتقال عنهم إلى الجهة الأخرى التي لا تحتم ترك النقاب واجب، إذ القاعدة أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولا تطيعي والديك فيما كان ينافي طاعة الله.

ففي الحديث الشريف: لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف. رواه الشيخان. من حديث علي.

وأما الكيفية التي تجمعين بها بين طاعة الله وإرضاء الوالدين فهي بسيطة إن يسرها الله، فعليك بالمبالغة في التودد لهما والتقرب منهما والإحسان إليهما، فإن ما كان لهما من وجوب البر والإحسان لا ينقصه أمرهما بما فيه معصية، فقد قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً (لقمان: من الآية15)، ولا تترددي في الذهاب إلى الجهة الطبية التي تقبلك متنقبة، وبطول التقرب لهما والتودد فسيألفان منك العمل الجديد ويرضيان به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني