الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحكم بصحة الحديث بالنظر إلى الواقع

السؤال

أود رأيكم في هذا الموضوعأولا ذكرتم أن هذا الحديث صحيح وهو: (إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض، تنكسف القمر لأول ليلة من رمضان، وتنكسف الشمس في النصف منه، ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض) وهو الحديث رقم 10 في باب صفة صلاة الخسوف وذكرتم أن هذا الحديث التالي حديث موضوع ومع كل التقدير لا أعرف كيف يكون موضوعاً وهو يتحدث عن ظاهرة كونية لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها من 1400 سنة ولا بميعادها بهذه الدقة والتي ذكرت في هذا الحديث التالي: إذا كان صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم وما المحرم -يقولها ثلاث مرات- هيهات هيهات! يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قلنا وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هدة في النصف من رمضان ليلة الجمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من رمضان فأدخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدوا كواكم، ودثروا أنفسكم، وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك؟ أود أن أقول لكم إني أتتبع هذه الأحاديث منذ فترة طويلة، وأقول لكم إن هذين الحديثين كل منهما يثبت صحة الآخر عبر هذا الزمن من الرسالة المحمدية وأبشركم بصدقهما وخصوصاً إذا عرفتم إن اليوم حدث كسوف للشمس وإن وسط هذا الشهر الكريم سوف تشهدون بإذن الله الجزء الثاني وهو خسوف للقمر. وصدق رسول الله الكريم فأبشروا بانتصار الأمة القريب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث الأول رواه الدارقطني عن محمد بن علي، ولم نعثر على فتوى من فتاوانا تفيد صحته، وكيف يكون صحيحاً وهو حديث مقطوع وقفه الدارقطني على محمد بن علي وهو من صغار التابعين، وفي سنده عمرو بن شمر، وقد ضعفه ابن أبي حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم، وفيه كذلك يونس بن بكير وهو متكلم فيه فقد ضعفه العقيلي.

وأما الحديث الثاني فقد بينا في الفتوى رقم: 41701 أنه حكم عليه الذهبي وابن القيم بالوضع.

واعلم أن الحكم بصحة الحديث أو ضعفه إنما يتم بالنظر لسنده لا بالنظر للواقع كما ذكر أهل المصطلح، فهناك كثير من الاسرائيليات وكثير من الحكم التي هي صحيحة في نفسها ولكن لا يمكن الجزم بنسبتها للرسول صلى الله عليه وسلم ما لم ترو عنه بسند ثابت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني