الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن صالح لكل العصور

السؤال

شبهة كيف ترد عليها، إن القرآن لا يقدر على إقامة المجتمع الراقي ولا يستطيع مواكبة التطورات في كل عصر وخاصة في العصر الحاضر، لأن القرآن نزل على مجتمع بدائي لا يعرف الحضارة ولا التطور ولا القراءة والكتابة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقرآن كتاب الله الذي خاطب به البشرية جميعاً إلى يوم القيامة بلا تقيد بزمان دون زمان أو مكان دون مكان، لقد جاء القرآن حين بلغت البشرية سن الرشد العقلى فجاء كتابا مفتوحا يخاطب جميع العقول لا في عصر النزول فقط، بل ممتداً لجميع العصور، وهذه حقيقة لا يختلف فيها عاقلان، فالقرآن لم يأت بشيء يخالف العقل السليم، ولم يأت بشيء يؤخر الإنسان، وإنما أتى بما يرقى بعقل الإنسان في كل مجال من مجالات الحياة في حدود ما أحله الله.

قال الأستاذ سيد قطب: إنه نظام متكامل لحياة شاملة، نظام يوجه ويضبط كل النشاط الإنساني في شتى جوانب الحياة. اهـ بتصرف من مقومات التصور الإسلامي.

وقد شهد بذلك علماء النصارى أنفسهم: يقول إيفور إليويس -كان قساً نصرانياً ثم أعلن إسلامه-: ولعل ما لفت نظري وجذبني لهذا الدين أنه دين شامل وكامل يعالج جوانب كثيرة من حياة الفرد والمجتمع، ويوازن بين الدنيا والآخرة، ويقدم للبشرية مشاريع إصلاح اقتصادية واجتماعية ونفسية. انتهى.

فمن يطبق القرآن ويعمل به ينل خير الدنيا والآخرة، وقد صرح بذلك البروفسير (إيرفنج) الأستاذ بجامعة (تنسي) الأمريكية حينما وقف مخاطباً للمسلمين قال: ... تعلموا الإسلام وطبقوه واحملوه لغيركم من البشر تنفتح أمامكم الدنيا، ويدن لكم كل ذي سلطان، أعطوني أربعين شاباً ممن يفهمون هذا الدين فهماً عميقاً ويطبقونه على حياتهم تطبيقاًَ دقيقاً، ويحسنون عرضه على الناس بلغة العصر وأسلوبه، وأنا أفتح بهم الأمريكتين. انتهى، نقلاً عن (قضية التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي) للدكتور زغلول النجار.

أما من قال إن القرآن لا يستطيع مواكبة التطورات في كل عصر لأنه نزل على مجتمع بدائي، فيرد عليه الأستاذ سيد قطب قائلاً: إن شريعة ذلك الزمان الذي نزل فيه القرآن هي شريعة كل زمان، لأنها بشهادة الله شريعة الدين الذي جاء للإنسان في كل زمان وفي كل مكان لا لجماعة من بني الإنسان... والله الذي خلق الإنسان وعلم من خلق هو الذي رضي له هذا الدين المحتوي على هذه الشريعة، فلا يقول إن شريعة الأمس ليست شريعة اليوم إلا رجل يزعم لنفسه أنه أعلم من الله بحاجات الإنسان وبأطوار الإنسان. انتهى (في ظلال القرآن).

فليس هناك إلا منهج واحد رابح وطريق واحد ناجح ألا وهو ذلك المنهج المستنبط من القرآن، وننصح الأخ السائل بعدم الالتفات لهذه الشبهات، لأن أعداء الإسلام يحاولون تشويه الإسلام وإثارة الشبهات حول القرآن، وذلك لإضعاف الإسلام والمسلمين ونزع ثقتهم بالقرآن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني