الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طائفة من الأحاديث الموضوعة

السؤال

لقد كنت على قناة اقرأ الفضائية أول أمس وكان هناك داعية إسلامي، ومن ضمن ما تحدث عن الأحاديث الموضوعه والتي لا أصل لها في الدين ومنها
1- يوم صومكم يوم نحركم.2- إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج3- النظافة من الإيمان4- خير الأسماء ما حمد وعبد5- من حج ولم يزرني جفاني6- إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن7- خير البر عاجله8- نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإن أكلنا لا نشبع9- خير الأمور أوسطها10- الساكت عن الحق شيطان أخرس، أرجو من حضرتكم أن تفيدوني بما هو موضوع من الأحاديث، وما هو صحيح، وإن كان هناك أحاديث أخرى موضوعه يتناولها الناس بكثرة أرجو منكم أن ترسلوها إلي؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

(من حج البيت ولم يزرني، فقد جفاني) موضوع، كما قاله الذهبي في ترتيب الموضوعات، والشوكاني في الفوائد المجموعة، وكذلك (خير الأسماء ما عبد وما حمد) فإنه موضوع كما قال الملا علي القاري في الأسرار المرفوعة.

وأما حديث: يوم صومكم يوم نحركم. فقد قال عنه البيروتي في أسنى المطالب: قال أحمد -رضي الله عنه-: شيئان يدوران في الأسواق لا أصل لهما: للسائل حق وإن جاء على فرس، ويوم صومكم يوم نحركم.

وأما حديث: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. فلم نعثر عليه مرفوعا، وقد ذكر ابن تيمية وابن كثير أنه من كلام عثمان رضي الله عنه.

وأما حديث: خير البر عاجله. فإنه لا يصح، كما قال القاري في الموضوعات، وتابعه العجلوني في كشف الخفاء.

وأما حديث: نحن قوم لا نأكل حتى نجوع. فقد ذكره بعض أصحاب السير ولم نعثر عليه مسندا في شيء من كتب الحديث.

وأما حديث: خير الأمور أوساطها. فقد رواه البيهقي في السنن، وقال: هذا منقطع ورواه في الشعب بسند معضل، كما قال العراقي، وقال السخاوي في المقاصد حديث: خير الأمور أوساطها.رواه ابن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد بسند مجهول عن علي مرفوعا به، وهو عند ابن جرير في التفسير من قول مطرف بن عبد الله ويزيد بن مرة الجعفي، وكذا أخرجه البيهقي عن مطرف، وللديلمي بلا سند عن ابن عباس مرفوعاً: خير الأعمال أوسطها. وراجع في بقية الأحاديث الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 58360، 56001، 32475، 1206.

وأما الأحاديث الموضوعة المشتهرة عند الناس فإنه يمكنك الاطلاع على كثير مما ذكره العلماء وجمعوه من الأحاديث الموضوعة عند مطالعة الكتب التي تهتم بموضوع التخريج ونحيلك على أهمها، كالموضوعات الكبرى للملا علي القاري، والفوائد المجموعة للشوكاني، والعلل المتناهية لابن الجوزي، وأسنى المطالب للبيروتي، وتذكرة الموضوعات لمحمد طاهر الصديقي، والمغني عن حمل الأسفار للعراقي، وكشف الخفاء للعجلوني، والمقاصد الحسنة للسخاوي.

ومن كتب المحققين المعاصرين: الإرواء، وضعيف الجامع الصغير، وضعيف الترغيب، والسلسلة الضعيفة كلها للألباني، وغيرها من تحقيقاته لكتب السنة، وراجع بعض ما تكلمنا على تخريجه في الشبكة عندما تتصفح العرض الموضوعي لفتاوى الشبكة، فقد تكلمنا على أكثر من ثلاثمائة حديث من الأحاديث الموضوعة والضعيفة، ويمكنك الاستفادة كذلك من موقع الدرر السنية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني