الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اللهو المباح في الإسلام

السؤال

في مرة من المرات كنت أتكلم مع شخص مسيحي من ألمانيا أثناء الحديث دعوته بأن يدخل الإسلام و قلت له ما رأيك بالإسلام ، فأجابني \" بأنه لا يجد أي تسلية في الإسلام \" فأرجو أن تنصحوني كيف أجيب ذلك الشخص الذي يريد أن يدخل في الإسلام و لكن لا يجد به تسلية ، القصد أريد طريقة أخاطب بها هؤلاء الأشخاص المساكين من غير الدين الإسلامي لأنني أعتبرهم مساكين و شكراً وجزاكم الله خيراً ، أرجو أن تردوا علي بسرعة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نشكر لك حرصك على الدعوة إلى الله تعالى واستغلال الفرص لذلك فجزاك الله خيرا.

واعلم أخي السائل أن دعوة الكفار إلى الإسلام من أفضل الأعمال عند الله تعالى. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم

وأما بخصوص طريقة مخاطبتهم فإننا ننصحك أخي الكريم بهذه النصائح:

1- عليك بالإخلاص لله عز وجل في دعوتك لهم، فإن للمخلص لله أثرا عجيبا في التأثير على الناس.

2- ثم عليك أن تتوخى الأسلوب الحسن والكلام المؤثر لقوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {النحل: 125} ولقوله: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {العنكبوت: 45}

3- عليك أن تتسلح بالعلم الشرعي الذي يمكنك من دحض شبهاتهم وأباطيلهم، فقد قال الله عز وجل: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف: 108} وبوب البخاري بابا في صحيحه سماه باب العلم قبل القول والعمل.

4- ليكن التوحيد أول ما تدعوهم إليه، فإن استجابوا فتدرج معهم في الأحكام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن أطاعوا لك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتفق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب. رواه البخاري ومسلم

وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 21651 والفتوى رقم: 8580.

وأما بخصوص التسلية فإن الإسلام قد أباح أنواعا من اللهو المباح كرمي السهام والقوس والفروسية، وكل ما كان فيه بناء للجسم وحفظ للصحة من أنواع الرياضة كالسباحة والمبارزة إذا لم يحتف به محرم، وأباح الإسلام للإنسان أن يروح عن نفسه ويدفع عنها آثار السآمة والملل بعد التعب والنصب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكثر من المواعظ لأصحابه حتى لا يسأموا، فقد روى البخاري ومسلم عن شقيق قال: كنا جلوسا عند باب عبد الله -يعني ابن مسعود- ننتظره فمر بنا يزيد بن معاوية النخعي فقلنا: أعلمه بمكاننا فدخل عليه فلم يلبث أن خرج علينا عبد الله، فقال : إني أخبر بمكانكم، فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أملكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام مخافة السآمة علينا. وبوب البخاري لهذا الحديث بقوله: الموعظة ساعة بعد ساعة. وكان الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم بحرابهم في المسجد كما في البخاري وغيره، وقال الحافظ ابن حجر بعد هذا الحديث: وفي الحديث جواز النظر إلى اللهو المباح.

وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 8089 والفتوى رقم: 13521.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني