الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إسناد حديث "عطس رجل في جانب بيت النبي.."

السؤال

طرحت سؤالاً حول إسناد هذا الحديث منذ أكثر من سنة (رقم الفتوى 51878)، ولم أجد للأسف هذا الإسناد إلا بعد أن حصلت على كتاب شرح صحيح البخاري لابن بطال (ج9، ص367، مكتبة الرشد- الرياض)، وكل ما أرجوه هو إثبات درجة الحديث، علماً بأن الحافظ ابن حجر قال: لا بأس بإسناده (ج10، ص735، طبعة دار السلام)، فهل من معقب على هذا الحكم، والحديث: (حدثنا محمد بن عمارة، حدثنا عمرو بن حماد بن أبي طلحة، عن عمرو بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة زوج النبي قالت: عطس رجل في جانب بيت النبي فقال: الحمد لله، فقال له النبي: يرحمك الله، ثم عطس آخر فقال: الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فقال النبي عليه السلام: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة)؟ ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المذكور رواه الطبري في كتابه تهذيب الآثار كما قال الحافظ ابن حجر وهذا الكتاب أغلبه مفقود، والحديث ليس في المطبوع منه، ووقوفك على من نقل إسناده منه يعد فائدة تحمد عليها .

أما إسناده ففيه ضعف لجهالة مولى أم سلمة، وأما بقية رجاله فهم:

- محمد بن عمارة: هو محمد بن عمارة بن صبيح الأسدي الكوفي، ذكره ابن حبان في الثقات.

- عمرو بن حماد بن أبي طلحة: كوفي صدوق.

- عمرو بن قيس: هو الملائي الكوفي ثقة متقن عابد، كما في التقريب.

-عطاء بن أبي رباح: هو الإمام التابعي الفقيه المشهور.

وأما قول الحافظ ابن حجر: إسناده لابأس به. فكأنه تساهل لكونه في فضائل الأعمال، ولأن له أصلا صحيحا من حديث رفاعة بن رافع المذكور في الفتوى السابقة: 51878.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني