الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب العلم وترك انتقاد الدعاة

السؤال

كنت قد كتبت أسئلة كثيرة منذ مدة لا أستطيع تكرارها ولكن تأخر الرد وأيضا كان عندي بعض المشاكل فأرجو إن كان بالإمكان إرسالها لي مجتمعة على الايميل مأجورين ولكن أنا أسأل الآن سؤالا وهو من ضمن الأسئلة ولكني أعتقد أنه الأهم وهو يتعلق ببعض المشايخ المخالفين كما يطلق عليهم وأريد أن أسال إن كان الأمر مهما إلى تلك الدرجة فما المانع من ذكرهم لنا حتى نحذرهم ونحذر منهم وهل يجب أن يكون كل داعية عالما أو أنه يمكن الاستماع إليهم فى مسائل بعينها كالترغيب والترهيب مثلا؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أنه لا ينبغي للمسلم بل وطالب العلم خاصة أن يركز جهده في انتقاد بعض الدعاة أو الحديث عنهم مما قد يكون شاغلا له عما هو أهم، بل عليه أن يصرف همته إلى طلب العلم وتعليمه الناس، فمن عرف الحق عرف أهله.

وأما ما ذكرت من مخالفة بعض المشايخ فإن هذا الخلاف يتفاوت، فمن الخلاف ما هو سائغ ومنه ما ليس بسائغ، ومنه ما يكون صاحبه قد اشتهر أمره ويخشى على الناس من شره، ومنه ما قد يكون ذكر صاحبه وتحذير الناس منه سببا في اشتهار أمره ومعرفة الناس له والوقوع في شيء من حبائل باطله.

والمقصود من هذا التفصيل بيان أن أمر الكلام عن هؤلاء "المشايخ" ينبغي أن يترك للعلماء الذين يزنون الأمور بدقة، والذين يعرفون متى يقدمون على الحديث عنهم ومتى يحجمون عن ذلك، ويترك لمن هو أعرف بحالهم. ونرجو أن يكون في ذكر هذه الضوابط العامة خير هاد لطلبة العلم، خاصة في هذا الزمان الذي شاع فيه جرأة بعض الناس على الدعاة والعلماء وفي مسائل قد تكون اجتهادية. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 18788.

وأما قولك: هل يجب أن يكون كل داعية عالما، فجوابه أنه لا يلزم أن يكون الداعية عالما بكل شيء، بل يكفي أن يكون عالما بما يريد تبليغه للناس. وراجع في هذه المسألة الفتوى رقم: 69558، . ولا بأس في الاستماع إلى الداعية فيما يحسن الحديث فيه من أمور الترغيب والترهيب ونحوها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني