الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاشتغال بكتاب الله والنظر في كتب السنة

السؤال

في الحقيقة سؤالي يتضمن عدة محاور، أرجو منكم الرد على جميع هذه المحاور ولو أن الرد كان على أكثر من إيميل، بفضل الله رب العالمين التزمت في عبادتي منذ عام ونصف وبحمد الله أشعر بأن الله عز وجل يرشدني دائما إلى طرق الهداية، واستدللت على ذلك بمقارنة حالي قبل وبعد الالتزام، فمثلا لم أكن أعرف أحدا من الدعاة والمشايخ كي اسمع منهم وأستفيد منهم، والآن أصبح التلفاز والكمبيوتر وسيلة دعوة، لا أسمع إلا الدعاة أو المشايخ ودروس العلم ومتابعة البرامج الدينية بعد أن كنت أسمع الأغاني وما شابه، وإحدى الدلالات أيضا كلما يعجز علي فهم أي قضية في الإسلام والله ثم والله لا إله إلا هو ما أن أفتح التلفاز أو أحضر خطبة الجمعة وأشعر بأن الكلام موجه لي، فأشعر بقمة السعادة وخصوصا حصلت ولازالت تحصل معي كثيراً، وارتقى بي الحال إلا أن أصبحت وبفضل الله ملتزما في صيام كل اثنين وخميس، والأيام البيض من كل شهر، ويا مشايخي الأعزاء ارتقى بي الحال إلا أن أصبحت دائم القراءة لكتاب الله عز وجل بمعدل 10-20 صفحة في اليوم، فهي آخذة في الازدياد بفضل الله، فأقبلت على القراءة وأخذ العلم بنهم شديد، وعندي طاقة أشعر بأني يجب أن أوجهها في الطريق السليم، فأريد أن أكون مفكرا ومؤلفا إسلاميا بالإضافة إلى عملي كمهندس اتصالات، فقررت بأن أبدأ بحفظ القرآن وفهمه معا من خلال سلسلة خواطر الشيخ الشعراوي في تفسير القرآن الكريم، في سنة ونصف بإذن الله سوف أكون قد حفظت القرآن وأدركت شيئاً من القرآن ولدي القدرة على أن أنطلق، فالمحور الأول في سؤالي هل من الممكن بأن يجمع الرجل بأن يكون مفكراً إسلاميا ومؤلفا بالإضافة إلى كوني مهندس اتصالات بالرغم من أنه لم يدرس الشريعة الإسلامية في الجامعات، وهل أبدأ في حفظ القرآن وتعلم تفسيره من الشعراوي، أم هناك علوم أخرى يجب أن أدرسها كي أتبحر في القرآن الكريم والإبحار في معجزاته كاللغة العربية مثلاً أو علوم التفسير، ومارأيكم وخصوصا كما ذكرت عندي نهم شديد في الإقبال على العلوم الإسلامية، ولكني درست هندسة اتصالات ولم أدرس شيئا عن الإسلام في الجامعات، فبماذا تنصحوني جزاكم الله خيراً؟وأما المحور الثاني بارك الله فيكم يتضمن أن زميلي في العمل مسيحي، تصدف أحيانا يحدث نقاشا يخص الديانات وحول سيدنا عيسى وبعض المرات يصدف أن يحاول أن يشكك في القرآن الكريم، ولكنني يا شيوخنا الأفاضل أشعر بالذنب كثيراً لكوني لا أعرف أن أرد عليه، والله يا شيوخنا الأفاضل أشعر بالتقصير الكبير تجاه هذه القضية، وخصوصا أن الموضوع هذا يحتاج إلى مختصين كي يردوا عليه، وغالبا ما أنهي النقاش بأن أقول له هذه القضية لا أقدر أن أعطيك رأيي لأنها تحتاج إلى مختصين، ولكن عندها أكون أتعذب داخليا وأشعر بأني مذنب ذنبا عظيما تجاه هذه القضية، خطر في بالي أن أدرس ديانتهم والتعمق في باب الرد على المسيحية، ولكن هل أضيع وقتي في دراسة المسيحية أم دراسة القرآن الكريم وتدبر معانيه، فماذا أفعل بشأن هذا المسيحي، هل أنا مقصر تجاه هذا الباب أم ماذا، أرشدوني؟ جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ونفع بكم الأمة الإسلامية، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نهنئك بما أكرمك الله به من الهدى والالتزام والاشتغال بالعبادة، ونوصيك بشكر الله على أنعمه كلها، كما نوصيك بصرف طاقتك في الاشتغال بكتاب الله وتدبره والنظر في كتب السنة، واحرص على الاستفادة من كتب التفسير التي تفكك معاني الكلمات القرآنية كتفسير الجلالين، واستفد كذلك من العلوم المساعدة على فهمه كعلم اللغة والأصول، فطالع من كتب علوم القرآن وكتب اللغة ما يساعدك في فهم القرآن، واعلم أن كل مسلم يتعين عليه الاشتغال بالقرآن، والدعوة إلى الله تعالى بحسب ما يتيسر له من محاضرات أو تآليف أو غير ذلك، ولا يضره إذ كان تخصصه هندسة أو غيرها، فكم من علماء السلف كان عالماً بالشرع وكانت وظيفته الكسبية خارج إطار دراسته الشرعية، وكم من صاحب كسب اشتغل بدراسة الشرع بعد أن كبر وصار له أولاد.

وأما محاورة المسيحي فنرجو منك أن تؤخرها حتى تتسلح بالعلم الشرعي فإن الرد على الشبه يحتاج لمن وقف على أرضية ثابتة، وأما من ليس عنده علم كاف فيخاف عليه أن تنطلي عليه شبه أهل الزيغ، ويمكنك أن تحيل المسيحي إلى بعض الجهات التي تعنى بالرد على المسيحيين، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على بعض تلك الجهات وللمزيد فيما ذكرنا: 74500، 66840، 47095، 61499، 76558.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني