الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التعامل مع مواقع تساند أهل البدع

السؤال

ما حكم التعامل مع موقع لطلبات الطعام عن طريق الإنترنت، لكن هذا الموقع يقوم بوضع إعلانات تجارية لشركة للاتصالات، وهذه الشركة
قرأت عنها فوجدت أنها تساند المبتدعة على التعدي على أم المؤمنين رضي الله عنها.
فما الحكم في ذلك وهل يجوز أن نتعامل مع هذا الموقع المختص بطلب الطعام عن طريق النت؟
أرجو الإفادة جراكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإسلام أباح للمسلمين أن يتعاملوا مع الفساق والمبتدعة ومع من هو أخطر منهم من الكفار بيعاً وشراءً، بشرط أن لا يكون في أمر محرم، كالتعامل بالربا، وشراء أو بيع الخمر أو الميتة أو الدم أولحم الخنزير، أو نحو ذلك.

قال الحافظ ابن حجر: تجوز معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم عين المتعامل فيه، وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم. وقال ابن بطال: معاملة الكفار جائزة، إلا بيع ما يستعين به أهل الحرب على المسلمين.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع اليهود، ومن المعلوم أنهم يقولون في عيسى عليه الصلاة والسلام ما لا يليق، وقد توفي صلوات الله وسلامه عليه ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير، كما في البخاري وغيره، وكان الصحابة في عصره وبعده يتعاملون معهم .

ولكن إذا رأى المسلمون أن في مقاطعة بضاعة جهة ما من الجهات التي تدعم أهل الباطل وتروج لمن يتعدى على أفاضل الصحابة مصلحة شرعية فلهم أن يفعلوا ذلك وأن يلتزموا به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني