الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الشك في الخارج بين كونه منيا أو مذيا

السؤال

أنا محتارة في أمر وأرجو أن تساعدوني، عندي وسواس وأحاول أن أتخلص منه، والحمد لله شفيت بنسبة كبيرة، لكن عندي مشكلة لا أعرف المني رغم الصفات والكلام الذي ذكر عنه، لا أخفي عليكم أن لدي مشكلة: دائماً تعرض على مخيلتي صور غير لائقة، وأحيانا مشاهد وأحاول إبعادها، وعندما أدخل لدورات المياه-أكرمكم الله- لا أجد شيئا خرج، ومرة كنت ذاهبة للفطور لمنزل عمي وجاءت في بالي أفكار عن ابن عمي رغم أني لا أحبه، وحاولت أن أبعدها عني، وكنت أشعر بشيء غريب لا أعلم هل هي شهوة أو شعور بسبب التبول فعلاً، حاولت أن أتذكر لكني نسيت ماهو هذا الشعور، وبعد الإفطار دخلت للخلاء فوجدت إفرازا مثل الخيط لا يتجاوز 4 سنتمرات لونه أصفر أو مائل للاخضرار، أيضاً لا أتذكر اللون فخفت أن يكون منيا، ولكن سرعان ما تطهرت وأديت صلاتي حتى لا أوسوس، ومضت أيام أصوم فيها مع الناس، وأيضاً حدث لي موقف مثل هذا وأنا في المنزل ووجدت إفرازا ولا أعلم هل هو مني أو لا، فأنا لا أعلم ماهي الشهوة أو اللذة أو الفتور، وكما ذكرت لكم أني أبعد هذه الأفكار عن بالي، وعندما كنت أرى الإفراز الأصفر أقول قد يكون بعدي عن التفكير هو الفتور. وأيضا عندما أخرج وأنظر للرجال أبعد عيني وأحاول أن لا أفكر بشيء، وعندما أرجع للمنزل أرى أشياء مثلا رأيت مرة وديا خرج بعد البول شفافا وفيه صفار. أفتوني في أمري فأنا خائفة من أن صيام الأيام الفائتة غير مقبول لأنه قد يكون منيا أو صفرة، لأنه قبل ذهابي لمنزل عمي انتهت الدورة الشهرية وهذا احتمال ضعيف تقريباً. أيضاً تأتيني أفكار عن الإفراز الذي خرج، يؤنبني ضميري فأحياناً أقول إنه مني ويجب الاغتسال وأعيد صيام 7 أيام فاتتني، وأحياناً أقول أنا موسوسة يجب ألا ألتفت لهذا، وفي نفس الوقت أقول: أنا أقول إني موسوسة حتى لا أغتسل كسلاً مني، ولأني أطيل الاغتسال، فإذا لم يكن منيا ماذا سيكون؟ لاسيما وأنها لاتنزل مني يومياً بل بعض الأيام، وأحياناً أقول إنها نزلت بسبب لبسي للجينز فقد يكون بسبب ضيقته ولكن نزلت علي وأنا في المنزل، وأحياناً أقول التهاب، فقد قرأت أن الالتهاب قد يخرج إفرازات صفراء، ولكن كما قلت لأنها لا تنزل كل يوم. تعبت وتعب تفكيري لا أعلم هل أقضي الأيام أو لا أقضيها؟ هل صلاتي مقبولة أو لا؟ أفيدوني أرجوكم. صوت يخبرني أنه مني ونزل بسبب أفكاري، وصوت يخبرني أنها قد تكون إفرازات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أن تتجاهلي هذه الوساوس وأن تعرضي عنها ولا تلتفتي إلى شيء منها، ثم إننا قد بينا كيفية التفريق بين مني المرأة ومذيها في فتاوى كثيرة انظري منها الفتوى رقم: 128091 وإن شككت في الخارج فلم تدري هل هو مني أو غيره فلا يلزمك الغسل، ولك أن تتخيري بين ما شككت فيه فتجعلي له حكم ما شئت منه، وانظري الفتوى رقم: 64005 ورقم: 158767

وبهذا يتبين لك أن صلاتك في تلك المدة صحيحة، وأنه لم يكن يلزمك سوى ما فعلت من التطهر والوضوء، وأما صومك فصحيح بلا شك، واحذري من الوساوس ولا تبالي بما يعرض لك منها، ولا تغتسلي إلا إن حصل لك اليقين الجازم بأن ما خرج منك هو المني الموجب للغسل، وأما الصفرة والكدرة فإنا قد بينا حكمهما وأنهما لا تعدان حيضا إذا لم تكونا في مدة العادة أو متصلة بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني