الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البديل الشرعي في التعامل مع الظلمة يغني عن قراءة (يس)

السؤال

ما رأي فضيلتكم فيما يعتقد فيه عندنا في مصر بشأن قراءة " عدة ياسين " في الظالم أو المعتدي فتحدث له عقوبة عاجلة من الله قد يفقد ماله أو يموت ؟ وجزاكم الله خيراً.....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن ما انتشر بين الناس من قراءة سورة يس بصفة مخصوصة، بقصد الإضرار بالغير، بدعة محدثة ليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالحين، بل طريقة قراءتها بتكرار آيات معينة منها، وإضافة آيات أخرى إليها أثناء قراءتها مما تواتر نقله في كتب السحر والكهانة، كما ذكر طريقة قراءتها أحمد بن علي البوني في كتابه المظلم "شمس المعارف الكبرى" وليعلم أن الأحاديث الواردة في فضل سورة يس إما ضعيفة وإما شديدة الضعف وإما موضوعة، وقد سبق بيانها في الفتوى رقم:
12197.
ولمعرفة شروط العمل بالحديث الضعيف راجع الفتوى رقم:
19826.
وقد دلنا الله تعالى على كيفية التعامل مع الظالم والمعتدي، فبين فضيلة التسامح معه، وأباح الدعاء عليه، فقال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى:43].
وقال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا [النور:22].
وقال تعالى في إباحة الدعاء عليه: فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ [القمر:10].
وقال تعالى عن موسى وأخيه: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيم [يونس:88].
وقد مضى بيان ذلك في الفتوى رقم:
20322.
ومع الأسف الشديد فإن أكثر من يقوم بقراءة "يس" بالصورة المذكورة، من حفاظ القرآن ومعلميه، فنسأل الله أن يهديهم ويرشدهم إلى الصواب والعلم النافع والعمل الصالح.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني