الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يؤاخذ المرء بعدم مدافعة الخواطر القلبية حتى تستقر فيه

السؤال

أعلم أن سؤالي قد يبدو سخيفا، ولكنني أرجو أن تتقبلوني برحابة صدر.
أريد أن أسأل: هل نأثم إن كرهنا الحور العين؟ فالكره شيء لا يمكن للإنسان التحكم فيه، وأنا أكرههن - وأستغفر الله إن كان ذلك حراما - لأن فيهن صفات أكرهها في الفتاة العادية، مثل الرقة و" التدلل " والنعومة، وغيرها من تلك الصفات التي لا أستطيع إلا أن أكره الفتاة التي تحملها، ولا أتقبلها صديقة لي، وليس لأنهن يشاطرننا الأزواج مثلا، أو يكن أجمل منا في الجنة.
صحيح أن السؤال برمته يبدو غبيا، ولكن هذا مهم بالنسبة لي؛ لأنني أخشى أن يكون لذلك أثر على الإيمان.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكرت من كون الأمور القلبية من المحبة، والكره لا يتحكم فيها الإنسان ليس على إطلاقه، نعم هنالك الخواطر التي قد تهجم على قلب الإنسان، فهذه لا إرادة له فيها، ولا يؤاخذ بذلك، ولكن يطلب منه شرعا، بل يجب عليه مدافعتها، وعدم الاسترسال معها، وأما الاسترسال مع هذه الخواطر بحيث تستقر في القلب، وتصبح عقيدة يعتقدها المسلم، ويطمئن بها قلبه، فهذا يؤاخذ به صاحبه قطعا.
ولا يجوز للمسلم أن يكره شيئا في الجنة من الحور العين أو غيرهن، ومن الغريب حقا أن يكون منك - وأنت أنثى - كره الحور العين لهذه الأمور، والعادة في نساء الدنيا حب المرأة في نفسها لأن تكون كذلك، أي في رقة، ونعومة، وزينة، ودلال ليرغب فيها الرجال، ويقبل عليها الأزواج، وتكون المرأة على حظوة مع زوجها.

فنصيحتنا لك أن تدفعي عن نفسك هذه الأفكار، وتصرفي همتك إلى ما ينفعك من أمر دينك ودنياك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني