الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك إخراج كفارة اليمين وعدم صيام النذرهل يمنع إجابة الدعاء

السؤال

ما هي موانع استجابة الدعاء؟ وهل من لم يصم كفارة اليمين أو من عليه نذر يمنع ذلك من استجابة دعائه؟ وهل: للصائم دعوة لا ترد ـ ينطبق على من يصوم كفارة يمين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لاستجابة الدعاء شروطا ينبغي للداعي أن يراعيها، ولها أسباب ينبغي الأخذ بها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 11571.

وقد ذكرنا بعض موانع استجابة الدعاء في الفتوى رقم: 232450.

وبخصوص من كانت عليه كفارة يمين, ولم يخرجها مع القدرة, أو عليه نذر, ولم يف به مع الاستطاعة, فهو مقيم على معصية, ولا مانع من أن يكون ذلك مانعا من إجابة دعائه, جاء في الحصن الحصين لمحمد بن علي الشوكاني: قوله: وآكدها تجنب الحرام مأكلا ومشربا وملبسا ـ أقول: وجه ذلك أن ملابسة المعصية مقتضية لعدم الإجابة إلا إذا تفضل الله على عبده، وهو ذو الفضل العظيم، ومما يدل على هذا قوله عز وجل: إنما يتقبل الله من المتقين. انتهى.

مع التنبيه على أن الصوم في كفارة اليمين لا يجزئ إلا بعد العجز عن إطعام عشرة مساكين, أو كسوتهم, أو عتق رقبة مؤمنة, وراجع المزيد في الفتوى رقم: 206920.

ثم الذي يظهر أن استجابة دعوة الصائم شامل لكل صوم سواء كان صيام كفارة, أو غيرها, كما يشهد له عموم صيغة الحديث الصحيح, جاء في المجموع للنووي: يستحب للصائم أن يدعو في حال صومه بمهمات الآخرة والدنيا له ولمن يحب وللمسلمين، لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل، والمظلوم ـ رواه الترمذي وابن ماجه، قال الترمذي: حديث حسن ـ وهكذا الرواية حتى بالتاء المثناة فوق فيقتضي استحباب دعاء الصائم من أول اليوم إلى آخره، لأنه يسمى صائما في كل ذلك. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني