الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندها سلس في الإفرازات وحائرة بين اختلاف المفتين

السؤال

أعاني من سلس في الإفرازات الطبيعية وأتبع أحكامه وأتوضأ لكل صلاة، وسمعت فتوى للشيخ عبد العزيز الفوزان بأنه متأكد من أنها لا تنقض الوضوء وليس لديه شك في ذلك، وأنا أثق فيه، وغالبا أثق بأكثر العلماء السعوديين، فهل يجوز أن آخذ بقوله؟ وأثق بابن عثيمين أكثر وغالبا ما آخذ بقوله، وقد قال إنها تنقض الوضوء، فهل آثم ولا تقبل صلاتي إذا أخذت بقول عبد العزيز الفوزان؟ وأيضا رقية المحارب قالت إنها لا تنقض الوضوء وهي الآن أصبحت في اللجنة الدائمة للإفتاء، ولا أعلم إن كانوا يقصدون الإفرازات التي تخرج من الرحم أم التي توجد في الفرج غالبا لترطيبه؟ وهل يوجد فرق بينهما؟ وكيف أعرف إن كانت من الرحم أم من الفرج؟ وهل الإفرازات من الرحم تنقض الوضوء ومن الفرج لا تنقضه؟ وإفرازاتي طبيعية مثل جميع الفتيات، وإذا أخذت بأنها لا تنقض، فهي تريحني وتسهل علي الصلوات وقت السفر ووقت ما أريد الحفاظ على وضوئي، أم هذا لا يجوز ولا تقبل صلواتي إذا أخذت بالقول بأنها لا تنقض، وخاصة أنني مقتنعة بأنها لا تنقض، لأنها شيء طبيعي ولم تسأل الصحابيات عنه وهو شيء ضروري، وكنت أتوضأ احتياطا، لأنني خائفة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كررنا مرارا أن القول المفتى به عندنا هو أن رطوبات الفرج ناقضة للوضوء، وأننا نخشى أن تكون هذه المسألة من مسائل الإجماع التي لا يسوغ فيها الخلاف، وأننا لا نعلم قبل ابن حزم أحدا يقول بعدم نقضها للوضوء، ومن ثم، فالذي نراه أن تعملي بقول الجماهير من الأئمة الأربعة وعامة أصحابهم من أن هذه الرطوبات ناقضة للوضوء، ثم إن كنت مصابة بسلس هذه الرطوبات ـ كما ذكرت ـ فلا ينتقض وضوؤك في قول مالك ـ رحمه الله ـ لأن الحدث الدائم عنده لا ينقض الوضوء، ولا حرج في الأخذ بهذا المذهب لا سيما عند الحاجة، كما وضحنا ذلك في الفتوى رقم: 141250.

وأخذك به إن كنت مصابة بالسلس يغنيك عن الأخذ بقول من يرى عدم نقض الوضوء بالرطوبات مطلقا، وقد وضحنا ما يجب على العامي إذا اختلفت عليه الفتوى في فتوانا رقم: 120640.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني