الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار السلبية للمدارس التبشيرية تفوق الإيجابيات

السؤال

ما حكم تسجيل الأولاد (ذكورا أو ‏إناثا) في مدارس الثقافة الأرثوذوكسية ‏تحديدا، أو المدارس النصرانية؛ ‏وذلك يعود إلى الاهتمام الذي تبديه ‏هذه المدارس بتعليم الطلبة. فقد ‏جربت المدارس الإسلامية، فلم تكن ‏بالمستوى التعليمي المطلوب، سواء ‏من ناحية تعليمية، أم ثقافية، أم غير ‏ذلك، حيث كان اهتمام المدرسة بكل ‏شيء سوى التعليم، ناهيك عن عدم ‏اهتمامهم بالمظهر، فالملابس رثة، ‏وغير ذلك، والمدارس الإسلامية إما ‏أنها إسلامية اسما، وقد لا تصل إلى ‏مرحلة الاسم؛ وإما منفرة بقدر التشدد ‏المذموم.‏
في المقابل نجد أن المدارس ‏النصرانية تعطي انطباعا تعليميا ‏عميقا، حتى إنني اطلعت على دفتر ‏ملاحظات طالبة صغيرة، في اليوم ‏الأول من السنة الدراسية، فوجدته ‏منظما، يعكس أن المعلم يعرف ما ‏يعطي، وأن الطالب سيتعلم التنظيم ‏الفكري التعليمي.‏
أمام هذه الاختلافات تظهر مسألة ‏الرغبة في الالتحاق بها، ولكن ورغم ‏أن البلد عربي، يخشى من أمرين: ‏الدين، والأخلاق. فطبيعة الحال ‏معظم الطلاب من النصارى؛ ‏وبالتالي لا يبالون، وخاصة الطالبات ‏بلبس ملابس قصيرة للرياضة، ناهيك ‏عن الاختلاط، وناهيك أن معلم ‏الرياضة هو شاب. وأمام هذه ‏المغريات سيكون له دور سلبي، ‏إضافة إلى الاختلاط الذي لا نعلم هل ‏ستكون له آثار سلبية، أم إن المدرسة ‏ستتمكن من ضبطه، وتوجيهه ‏بالطريق الأخلاقي الشرقي (وهنا ‏أقول الشرقي وليس الصحيح) لأن ‏هناك نصارى تأثروا بالحضارة ‏الإسلامية، ويعرفون ما يجب أن ‏تكون عليه العلاقة بين الرجل ‏والمرأة.‏
أمام كل هذه التناقضات: العلم، ‏والأخلاق، والدين، والتنظيم الفكري، ‏وغيره.‏
‏ ما هو الحكم فيما ابتدأت به السؤال؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمهما ذكرت عن هذه المدارس، تبقى مدارس غاية في الخطورة على عقيدة، وأخلاق أبناء المسلمين، وسبق بيان مدى خطورتها في الفتوى رقم: 8080. والطفل أمانة عند أبويه، وهما مسؤولان عن أمر تربيته، ونشأته على العقيدة الإسلامية؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها....الحديث.

ورأس المال هو الدين، فمن خسره فقد خسر كل شيء، وما أحسن ما قاله القحطاني في نونيته:

الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران

ولا شك في أهمية الأمور التي ذكرت من جودة العملية التعليمية، وثقافة الطفل، وعنايته بنفسه ومظهره، ولكن لا فائدة في من وجدها بفوات دينه. ثم إنه يمكن أن يعمل الوالدان على معالجتها بجهود أخرى. وينبغي أيضا شحذ همم القائمين على المدارس الإسلامية لسد الثغرات القائمة من تلك الجهات، وتذكيرهم بأن وجودها في المدارس الأرثوذكسية مع غيابها عن المدارس الإسلامية، باب عظيم من أبواب الفتنة، يقع على المدارس الإسلامية عبء كبير للعمل على سد هذه الأبواب، هذا مع تضافر الجهود بين المدارس، وأولياء أمور الطلاب، وكل حادب على مصلحة أبناء المسلمين من الجهات المسؤولة، ومنظمات الخير، والمجتمع المدني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني