الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المراسلة بين الأجنبيين بغرض التعرف للزواج

السؤال

‏ جزاكم الله خيرا عما تنفعون به ‏الأمة، وأسأل الله لكم العون ‏والإخلاص.‏
‏ سؤالي هو: تعرفت على فتاة منذ 3 ‏أعوام، كنت أحادثها، ولكن خلال هذه ‏الفترة كان كلامنا قليلا جدا، ولا يدوم ‏رغم علم والدتي، ووالدتها بالأمر، ‏وكنت أخبرها أنه لا يجوز لنا ‏الحديث، ولكن أصبح الأمر أيسر لكي ‏أتحدث معها، وخاصة أن أمي إن شاء ‏الله خلال الأسبوع القادم ستحدثها، ‏وتتعرف عليها، وقريبا قد تلتقيان إن ‏شاء الله، كما أن والدها أُخبر أيضا ‏بالأمر.‏
‏ سؤالي هنا: هل يجوز أن نتحدث ‏مع بعضنا، مع العلم أني أحدثها من ‏الفيس بوك فقط، ولا أحدثها هاتفيا، ‏ولم أقابلها في حياتي إلا بالصدف ‏بدون ترتيب لأي شيء، كما أني ‏عندما أحدثها تأتي والدتي أحيانا ‏لتجلس بجانبي، كي تكون كالرقيب ‏علينا (محرم) فهل هذا يجوز أم لا؟
‏وإن كان يجوز فنحن نتحدث في ‏أمور عادية في حياتنا، ولا نخوض ‏في حديثنا عن العاطفة، أو أي شيء ‏خاطئ.‏
‏ أريد أن أعلم منكم ما هي ضوابط ‏الحديث: هل يشترط أن يكون هناك ‏محرم دائما بجابي، أو بجانبها أم ‏ماذا؟
وجزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما يحصل من التعارف، والتواصل بين الشباب، والفتيات الأجنبيات -عن طريق الإنترنت أو غيره- لا يجوز، ولو كان بحجة الرغبة في الزواج؛ لأنّه باب شر، وفساد، والتهاون في هذه الأمور يؤدي إلى عواقب وخيمة، ولذلك نص الفقهاء على المنع من مكالمة الأجنبية دون حاجة.
قال العلّامة الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقه محمودية (وهو حنفي) قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة. اهـ.
والمراسلة لا تقل خطراً عن الكلام؛ وانظر الفتوى رقم: 110476.
وعليه، فالواجب عليك أنّ تكفّ عن التواصل مع تلك الفتاة عن طريق الفيسبوك، أو غيره، سواء علمت والدتك، أو والدتها بذلك، ورضيتا به، أو لم ترضيا، وسواء كنت تراسلها وحدك، أو كانت أمّك معك عند المراسلة.
وإذا كنت ترغب في زواجها، فبادر به، وإلى أن تعقد عليها العقد الشرعي، فاصبر، وقف عند حدود الله، وأغلق أبواب الفتنة، وإذا كانت هناك حاجة لمكالمتها، أو مراسلتها بعد الخطبة، فليكن ذلك بقدر الحاجة؛ وانظر الفتوى رقم: 57291
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني