الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإثارة ليست وحدها مناط تحريم النظر للمسلسلات المتبرجة

السؤال

هناك مسلسل معين أعرفه، وقد شاهدت منه أكثر من حلقة مع زوجتي، ولا يوجد عري أو خلاعة أو رقص فيه، فالنساء لا يظهرن من زينتهن إلا شعورهن ووجوههن وأكفهن دون إظهار لعورة سوى الشعر، فهل هناك حرج علي في مشاهدة هذا المسلسل مع زوجتي لزيادة الحرص في تجنب الفتنة، وأنا أضمن نفسي من عدم الافتتان بهن، وأضمن أنه لا يوجد رقص، أوعري، وأؤكد على ضمان نفسي من الافتتان بنسة 100% وزوجتي معي لزيادة الحرص؟.وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته من كشف شعور النساء كاف في الحكم بتحريم النظر، وعدم الإثارة لا يعفيك من التحريم، فإن الله أوجب غض البصر مطلقا، فقال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}. قال ابن عاشور: وذيل بجملة: إن الله خبير بما يصنعون ـ لأنه كناية عن جزاء ما يتضمنه الأمر من الغض والحفظ، لأن المقصد من الأمر الامتثال. انتهى. فلتمتثل أمر الله, ولتعرض عن ذلك، وانظر الفتويين: 301318، 211648.

ومن أين لك هذه الضمانات، والمرء لا يملك قلبه، ولله در القائل:

كل الحوادث مبداها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فعلت في قلب صاحبها * فعل السهام بلا قوس ولا وتر

والمرء ما دام ذا طرف يقلبه * في أعين الغير موقوف على الخطر.

وحضور زوجتك معك ليس عاصما من الفتنة، والمرء لا يأمن نفسه، وتحرك القلب لن تشعر به الزوجة، ووقت المؤمن أثمن من أن يضيع في هذا، وراجع حكم مشاهدة المرأة الأفلام والمسلسلات في الفتوى رقم: 204025.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني