الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم معاملة من اختلط في ماله الحلال بالحرام

السؤال

يوجد موقع شبيه بالفيس بوك، اسمه تسو tsu، وهذا الموقع أربح منه من خلال نشر صور مثلا، أو منشور مكتوب، وهكذا. والتسجيل فيه مجاني، ولا أدفع أي شيء. ولكن هذا الموقع يربح من إعلانات أدسنس، وقد يكون فيها حرام وحلال، فهم لا يُصفُّون مثلما يفعل المسلمون. فهم أجانب، والغالب منهم لا يصفي الإعلانات المحرمة.
فإذا أكملت الربح المطلوب، وأردت سحبه. فهم يعطوني ربحي من الأرباح التي حصلوا عليها من أدسنس.
فهل هذه الأرباح حرام؟
وأيضا سؤال بسيط، وهو شبيه بذلك: توجد مواقع عربية تدعو الناس للنشر في مواقعها، مقابل المال. ولكن هذه المواقع تربح من أدسنس، وأستلم أرباحي من الأرباح التي حصلوا عليها من أدسنس.
فهل حرام إذا أخذت هذه الأرباح؟
وأيضا موقع آخر نفس الموضوع، ولكن صاحب الموقع يعمل في وظيفة حكومية حلال، ويربح أيضا من أدسنس، ولا أعلم هل الأرباح التي آخذها تكون من أدسنس، أم من راتب وظيفته، أم مختلطة. فهل ذلك حرام؟
أفتوني في أمري.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فصاحب المال المختلط فيه الحلال بالحرام، لا تحرم معاملته في ماله المختلط، ولم يزل المسلمون من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم يعاملون الكفار بالبيع والشراء، وغيرها من التعاملات، مع أنهم لا يتورعون عن الربا، وغيره من المحرمات، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: اشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا بِنَسِيئَةٍ، وَرَهَنَهُ دِرْعَهُ. متفق عليه. وراجع الفتوى رقم: 6880.

وعليه، فما ذكرته من الشبهة في بعض أموال أصحاب تلك المواقع، لا يمنع من التعامل معهم فيما هو مباح، والانتفاع بما يعطونه من أجرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني