الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الأم في طلاق الزوجة

السؤال

أنا متزوجة منذ 9 أشهر، مشكلتي مع حماتي وابنتها ذات 43 سنة غير المتزوجة، وعشت معهما في البيت شهرًا و20 يومًا، وقالت لزوجي: اتركها تمكث في بيت أهلها حتى تنتهي الأعمال في بيت الزوجية؛ لأن ابنتها لا تريد وجود أحد في بيتهما.
جلست في بيت أهلي 5 أشهر، وأنا الآن في بيت الزوجية منذ شهرين، وأمه مصرّة على أن يطلقني، وإن لم يفعل فإنه عاص لأمه، وأنا وهو لا نريد ذلك، وهو يقول لي: إنك خير زوجة، ولا أدري لماذا تصر أمي على أن أطلقك؟ وهي الآن لا تتكلم معه، وزوجي لا يعرف ماذا يفعل؟ أحس أنه ضائع بين متاهتين، فما الحل؟ والله يا شيخ لا أعرف ماذا أفعل، فقد لحقني الكثير من المضرة من طرفها، فهي تقول أشياء كثيرة عني، وأنا لم أقلها، والله شاهد على ذلك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي على زوجك أن يحسن عشرتك، ولا يطيع أمّه في تطليقك من غير مسوّغ، فطاعة أمّه في هذا الأمر غير واجبة، بل غير جائزة عند بعض أهل العلم، قال ابن مفلح: وَنَصِّ أَحْمَدَ فِي رِوَايَةِ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ: إذَا أَمَرَتْهُ أُمُّهُ بِالطَّلَاقِ، لَا يُعْجِبُنِي أَنْ يُطَلِّقَ؛ لِأَنَّ حَدِيثَ ابْنِ عُمَرَ فِي الْأَبِ، وَنَصَّ أَحْمَدَ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى: أَنَّهُ لَا يُطَلِّقُ لِأَمْرِ أُمِّهِ؛ فَإِنْ أَمَرَهُ الْأَبُ بِالطَّلَاقِ، طَلَّقَ إذَا كَانَ عَدْلًا. وَقَوْلُ أَحْمَدَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: لَا يُعْجِبُنِي كَذَا. هَلْ يَقْتَضِي التَّحْرِيمَ، أَوْ الْكَرَاهَةَ؟ فِيهِ خِلَافٌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِيمَنْ تَأْمُرُهُ أُمُّهُ بِطَلَاقِ امْرَأَتِهِ، قَالَ: لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَبَرَّهَا، وَلَيْسَ تَطْلِيقُ امْرَأَتِهِ مِنْ بِرِّهَا. الآداب الشرعية لابن مفلح.

لكن على زوجك أن يبرّ أمّه، ويحسن إليها، فإنّ حقّ أمّه عليه عظيم، وبرها من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات التي يحبها الله، وينبغي عليك أن تعينيه على برها، وتجتهدي في الإحسان إليها، والتجاوز عن زلاتها، فإنّ ذلك من مكارم الأخلاق، ومن تمام الإحسان إلى زوجك، وعلى زوجك أن يكون حكيمًا، ويستعمل الرفق والمداراة حتى يجمع بين برّ أمّه، وإحسان عشرة زوجته، ولمزيد من الفائدة، ننصح بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني