الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الألف واللام للجنس أم للعهد في قوله تعالى: فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم؟

السؤال

قال الله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ـ فهل: ال ـ في الشيطان للعهد الذهني، فتختص بإبليس نعوذ بالله منه، أو هي لام الجنس، فتعم كل شياطين الجن من ذرية إبليس وشياطين الإنس، أو هي غير هذين؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيصح أن تكون: أل ـ هنا في الشيطان للجنس، كما يصح أن تكون للعهد، ووجه ذلك ـ كما بينه أهل التفسير ـ أنها إذا كانت للجنس، فإن جنس الشياطين كثير، فمنهم المرئي وغير المرئي، وإذا كانت للعهد، فإن كل المعاصي تفعل برضى إبليس أو تحريضه عليها، جاء في التفسير الكبير للرازي: أُدْخِلَ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فِي الشَّيْطَانِ لِيَكُونَ تَعْرِيفًا لِلْجِنْسِ، لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ كَثِيرَةٌ مَرْئِيَّةٌ وَغَيْرُ مَرْئِيَّةٍ، بَلِ الْمَرْئِيُّ رُبَّمَا كَانَ أَشَدَّ... وَإِنْ جَعَلْنَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلْعَهْدِ فَهُوَ أَيْضًا جَائِزٌ، لِأَنَّ جَمِيعَ الْمَعَاصِي بِرِضَى هَذَا الشَّيْطَانِ، وَالرَّاضِي يَجْرِي مَجْرَى الْفَاعِلِ لَهُ.

وكذلك قال النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن: الألف واللام في الشيطان للجنس، لتفيد الاستعاذة من هذا الجنس مطلقا مرئيا وغير مرئي، ولو جعل للعهد جاز، وتدخل ذرّيته فيه تبعا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني