الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهي عن تشميت من لم يحمد الله

السؤال

هل يجوز تشميت العاطس بقول يرحمك الله حتى ولو لم يحمد الله، باعتبار أنه ربما يكون قد قالها في قلبه؟ وعندما أكون مثلا في حافلة وأسمع شخصا قد عطس، فهل أشمته في قلبي إن كان رجلا أو امرأة بعيدة عني؟.
وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعاطس الذي لم يحمد الله لا يشمت، لما رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله، فلا تشمتوه.

قال النووي رحمه الله: هَذَا تَصْرِيح بِالْأَمْرِ بِالتَّشْمِيتِ إِذَا حَمِدَ الْعَاطِس, وَتَصْرِيح بِالنَّهْيِ عَنْ تَشْمِيته إِذَا لَمْ يَحْمَدهُ، فَيُكْرَه تَشْمِيته إِذَا لَمْ يَحْمَد, فَلَوْ حَمِدَ وَلَمْ يَسْمَعهُ الْإِنْسَان لَمْ يُشَمِّتهُ، وَقَالَ مَالِك: لَا يُشَمِّتهُ حَتَّى يَسْمَع حَمْده، قَالَ: فَإِنْ رَأَيْت مِنْ يَلِيه شَمَّتَهُ، فَشَمِّتْهُ. انتهى.

وليس عليك تشميت من لم تسمعيه حمد الله تعالى، لما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله.

ولا اعتبار لحمده هو في نفسه ما لم يتلفظ بالحمد، ولا لتشميتك له في نفسك، لأن ما يدور في النفس من غير تلفظ به لا اعتبار له شرعا، وانظري الفتوى رقم: 26493.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني