الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج عصبية الحامل ونفورها من معاشرة زوجها

السؤال

أنا حامل منذ 45 يوما ولدي توأم لم يكملا 14 شهرا، وأنا في حملي هذا عصبية جدا لا إراديا، أضرب التوأم وأصرخ على زوجي حتى أصبح لا يطيق دخول المنزل، بالإضافة إلى كرهي للجماع معه، بل حتى لمسه لي، حيث أصبحت لا أطيقه، ولا أدري لماذا؟ وقد هددني بترك المنزل مرارا بسبب نفوري منه، بالإضافة إلى القيء والاضطرابات النفسية الشديدة التي أعاني منها، والآن أريد إجهاض الطفل لأعود لسالف عهدي قبل أن تحل علي كارثة الطلاق وأخسر كل شيء، لا أريد فتوى في شأن الإجهاض، وإنما نصيحة من القلب.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعينك وييسر أمرك ويخفف عنك آثار الحمل، ونوصيك بكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله عز وجل، وهنالك أدعية تناسب المقام الذي أنت فيه، ومن ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود عن نفيع بن الحارث ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.

وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم.

وأخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أسماء بنت عميس ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله، الله ربي، لا أشرك به شيئا.

وهنالك دعاء ذي النون، فقد أنجاه الله بدعائه حين دعا به، وهو في بطن الحوت، فقد أخرج أحمد والترمذي عن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له.

وما تشعر به الحامل من ضغوط شديدة واكتئاب، سببه في الغالب ما تجده الحامل من اضطرابات هرمونية يؤثر تأثيراً بالغاً على نفسيتها وسلوكها، كما ذكر ذلك أهل الطب، وهذه مرحلة خاصة تحتاج إلى كثير من التعقل وخاصة من قبل الزوج بأن يتفهم طبيعة هذه المرحلة وحاجة الزوجة إلى رعاية خاصة فيها، والعمل على ما يمكن أن يخفف الضغط عليها، ومن ذلك أن تكون عند أهلها بحيث تعان في نفسها وفي العناية بأولادها إن أمكن ذلك، فليكن بينك وبين زوجك التفاهم من مقتضى المصلحة للجميع.

وننبه في الختام إلى ثلاثة أمور:

الأول: أنه لا يجوز لك الامتناع عن زوجك دون عذر شرعي إذا دعاك إلى الفراش، فقد ورد في ذلك النهي الأكيد والوعيد الشديد، وهو ما بيناه في الفتوى رقم: 30639.

والشعور بالكراهية للزوج والنفرة عنه لا يسوغ لك الامتناع، فهذا نوع من الابتلاء ينبغي أن تصبري عليه.

الثاني: أن ضرب الطفل الصغير الذي لا يعقل غير مشروع، فإنه يضره ولا ينفعه في الغالب، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 69153.

الثالث: أن الإجهاض محرم في أي طور من أطوار الجنين على الراجح عندنا، وراجعي الفتوى رقم: 2016.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني