الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الحيض والطهر منه

السؤال

أرجو أن يتسع صدر فضيلتكم لأسئلتي:
أفطرت 6 أيام في رمضان بسبب الحيض، ثم انقطع الدم، ورأيت الجفوف، فاغتسلت.
وفي اليوم السابع كانت تنزل إفرازات صفراء فاتحة، وفي اليوم الثامن أيضا، لكنها كانت فاتحة اللون جدا، أكثر من اليوم الذي قبله، وصمت هذين اليومين مع شكي في حكمهما.
فهل الإفرازات الصفراء بعد الجفوف تفسد الصوم -مع العلم أني لا أستطيع تحديد أيام عادتي، لكي أعرف هل هي ضمنها أم لا؟ -
وهل يختلف هذا بناء على لون الإفرازات العادية التي تنزل في أغلب الشهر؟ بمعنى هل يمكن أن تكون الإفرازات الطبيعية عند الفتاة بالأساس صفراء، فبناء على ذلك تكون طاهرة بعد انقطاع الدم، حتى إذا لحقت حيضتها إفرازات صفراء في كل مرة؟
كما أني أحيانا أرى إفرازا لونه أبيض يشبه الخيط، وهذا وصف القصة البيضاء كما قرأته في موقعكم المبارك. لكن هذا الإفراز ينزل عندي أكثر من مرة، وفي أيام متباعدة في نفس الشهر!
فهل القصة البيضاء تشبه غيرها من الإفرازات التي لا سبب لها، أم أن لها وصفا مختلفا ومميزا؟
وهل يمكن أن تظهر علامتا الطهر معا؟
وبناء على أي منهما أطهر؟
وكم يوما أقضي في حالتي هذه؟
وفي الدورة التي تليها، انتظرت حتى رأيت الجفوف، واغتسلت، وانتظرت يومين قبل بدء صيام القضاء للاحتياط، ثم صمت يومين قضاء، وبعد صلاة العشاء في ثاني يوم صمته، رأيت إفرازات شفافة في أوقات مختلفة، كانت تحمل نقطة صغيرة جدا لونها أحمر فاتح، واستمرت هذه الإفرازات مدة يومين أو أكثر، أراها في أوقات متباعدة خلال اليوم، وتحمل نفس الصفة، وهي نقطة حمراء فاتحة اللون. غير معقول. هل يفترض أن هذا دم، وأعتبر هذه النقطة حيضا؛ لأنها نزلت في زمن الإمكان؟!!
وماذا عن اليومين اللذين صمتهما دون التأكد من لون الإفرازات؟
لأن نقاط الدم تلك لم أرها إلا عندما تفقدت لون الإفرازات بالصدفة، ولم أكن أفعل ذلك في هذين اليومين؛ لأني كنت متأكدة من طهري، ولأنه لا يظهر أي لون على الملابس!
وهل يمكن اعتبارها استحاضة؛ لأنها لا تحمل صفات دم الحيض -من اللون والرائحة، والآلام المصاحبة- بالرغم من وجودها في زمن الإمكان؟
وهل يمكن أن أغتسل مرة أخيرة، وأترك تفقدي الدائم هذا للإفرازات نهائيا حتى لا تزيد شكوكي حول الطهر، أم أن هذا العمل يعتبر تقصيرا مني؟
وكم أنتظر حتى أبدأ صيامي؟ هل أحسب من بداية حيضتي الأخيرة 15 يوما، ثم أبدأ بالصيام دون الالتفات لأي شيء؟
ولكن إذا فعلت ذلك، وأنا الآن أحاول أن أقضي ما علي من صيام شهر رمضان أولا، ثم أتبعه بست من شوال -خروجا من خلاف العلماء- فأخشى إذا بدأت بالقضاء، أن تعاودني الدورة قبل صيام الست من شوال، وينتهي شهر شوال ويضيع علي الأجر، فبم تنصحونني؟
وأخيرا إذا رأيت الدم بعد أذان، أو صلاة المغرب، ولكني لا أعلم متى نزل، هل أقضي هذا اليوم أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما رأيته من صفرة بعد رؤية الطهر بالجفوف، لا يعد حيضا؛ لأن الصفرة والكدرة لا تعدان حيضا، ما لم تكونا في زمن العادة، إلا إذا اتصلتا بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502.

وعلى هذا؛ فصومك هذين اليومين صحيح، ولا يجب عليك قضاؤهما، وهذه الصفرة نجسة، يجب الاستنجاء منها حيث لم تعد حيضا، وليست كالإفرازات العادية المحكوم بطهارتها، وانظري الفتوى رقم: 178713.

والقصة البيضاء: ماء أبيض كالجص، يعرف به النساء انقضاء الحيض، ويمكن أن تعرف المرأة طهرها بالجفوف، أو بالقصة البيضاء، وأي العلامتين رأت أولا، فقد حكم بطهارتها، ووجب عليها أن تغتسل، وانظري الفتوى رقم: 118817، ورقم: 147489.

وإذا رأيت الدم، وشككت في وقت خروجه، فإنه يضاف إلى أقرب زمن يحتمل خروجه فيه، وانظري الفتوى رقم: 166109.

وإذا رأيت دما في زمن إمكان الحيض، فإنه يعد حيضا، يجب عليك أن تغتسلي بعد انقطاعه، على ما نفتي به، وانظري الفتوى رقم: 118286، ورقم: 100680.

ولا يجب عليك التفتيش، ولا البحث هل خرج منك شيء أم لا؟ بل يكفيك العمل بالأصل، وهو عدم خروج شيء حتى تتحققي خلاف ذلك، وإذا كنت حائضا وشككت في حصول الطهر، فالأصل بقاء الحيض، وإذا كنت طاهرا وشككت في رؤية الدم، فالأصل بقاء الطهر.

ولك أن تصومي القضاء وغيره كالتطوع بمجرد رؤية الطهر، واليومان اللذان قضيتهما قبل رؤية الإفرازات الحمراء، صومهما صحيح.

فاطرحي الشكوك، ولا تلتفتي إليها ولا تبالي بها، ومن الواضح أنك مصابة بشيء من الوسوسة، ومن ثم فنصيحتنا لك هي أن تعرضي عن الوساوس، وألا تلتفتي إليها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.و

الله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني