الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألفاظ مخالفة للشريعة وقد تؤدي إلى الكفر

السؤال

أعاني من وساوس. فهل قولي عن شخص بيني وبينه معاملات مالية، إني لن أتعامل معه بقلبي، ولا بالشريعة الإسلامية، فيه شيء من الكفر؟
كذلك أود الاستفسار عن أخي، فهو أحيانا عند الغضب يقول كلمة مشهورة في محيطنا وهي: "لو وضعت يدك بيد الله " لما عدلت عن رأيي، أو لن تستطيعوا التغلب علي في مسألة معينة.
فهل هذا القول يخرج صاحبه من الإسلام، وإن أخرجه ما عليه فعله تجاه زوجته بعد بضع سنوات من الزواج، إذ قد انفسخ عقد زواجهما على الأقل؟
وهل يشترط لتجديده نيته فقط، إذ لا يخفى عليكم أنه في نظامنا المدني الحالي، لا يمكن عقد زواج جديد؛ لأنه معقود أصلا؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما الكلمة الصادرة منك، فليست كفرا، وإن كانت كلمة قبيحة، فإن قولك إنك لن تتعامل مع فلان بالشريعة الإسلامية، كلام منكر. إذ التزام شرع الله واجب على كل مكلف في كل وقت مع كل أحد.

وأما إن كان هذا مجرد هاجس يدور في نفسك، ولا تتلفظ به بلسانك، فهو معفو عنه. وعلى كل حال، فعليك أن تدافع الوساوس وتعرض عنها، وألا تعيرها اهتماما؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس، يفضي إلى شر عظيم.

وأما الكلمة التي ذكرتها عن أخيك، فهي كلمة في غاية القبح والسوء، إذ مقتضاها نسبة الله تعالى إلى العجز، وهذا كفر بلا شك. فعليك أن تناصح أخاك، وتبين له خطورة هذه الكلمة، ووجوب التوبة منها ومن أمثالها.

وأما نكاحه: فيسعه الأخذ بقول من يرى بقاءه، وعدم لزوم تجديده، وراجع للتفصيل، الفتوى رقم: 143337، وحيث أريد تجديد العقد، فالأمر سهل، فإنه لا يشترط تجديد توثيقه، وإنما المشترط أن يعيد الولي تزويجه بحضرة شاهدين عدلين. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 278665 وما فيها من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني