الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام من وجد مالا في متاعه يظن أنه ألقاه له الشيطان

السؤال

أتاني في المنام شخص يشع منه النور، وقال لي إنه جني مسلم، وكان يعمل قبل إسلامه عند ساحر، وكان لدى ذلك الساحر دفائن وأموال، وقال لي إنه سيحضر لي مبلغا من المال، ولكن في اليوم الموالي عندما استيقظت، وجدت مبلغ 20 دينارا، ولم أقم بصرفها.
وبعد عدة أيام، أتى ذلك الجني لي في المنام، وقال لي إنه سيحضر لي مبلغا آخر، وقمت بسؤاله: لماذا اخترتني أنا؟ فقال: أنت من يعرف التصرف به، وهذا حلال لك.
فأريد معرفة إن كان يحل لي التصرف في هذا المال أم لا؟
مع العلم أن الساحر قد مات.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا أولا لا نؤول الأحلام، ولتعلم أن الأحلام لا يبنى عليها حكم شرعي، والذي يمكن أن نفيدك به على وجه العموم هو: أن الجن يمكن أن يسرقوا مال ابن آدم، ويخادعوه عليه، ويغروا غيره به.

قال شيح الإسلام ابن تيمية: كلما كان الإنسان أقرب إلى الصراط المستقيم الذي بعث الله به رسوله، كان أقرب إلى أن يكون من عباد الله الذين ليس للشيطان عليهم سلطان، وكلما كان أبعد عن ذلك، كان أقرب إلى الشياطين ... ومن هؤلاء من يتمثل له شخص ويقول: أنا الخضر، أو يسمي غير الخضر من الأنبياء والصالحين، ويقول: أنا أذهب بك إلى مكة، أو بيت المقدس، أو غيرهما، وقد يكاشفه ببعض الأشياء، وقد يحضر له طعاما أو شرابا في الهواء، ويكون ذلك مما قد أخذه من بعض الأماكن، وكثير منه يكون مسروقا، قد سرقه وأخذه الشيطان من مال من خان شريكه، أو من مال من لم يذكر اسم الله عليه. اهـ.
وراجع في ذلك الفتويين: 60468، 37885.
وإذا كان أمر الجن أمرا غيبيا، وكانت حقيقة هذا المال الذي وجده السائل مجهولة لا يمكن الجزم بها، فالذي نراه للسائل أن يتعامل مع هذا المال تعامل من وجد في أمتعته متاعاً لا يعرف مالكه، وفي هذا قولان لأهل العلم، سبق ذكرهما في الفتوى رقم: 95389.
والأظهر أنه مال ضائع وليس بلقطة، فإن لم يعثر على صاحبه، رد إلى بيت المال إن كان منضبطا، أو صرف في مصالح المسلمين نيابة عن بيت المال.

قال ابن حجر الهيتمي في (التحفة): ما ألقاه نحو ريح، أو هارب لا يعرفه بنحو حجره، أو داره، وودائع مات عنها مورثه، ولا تعرف ملاكها، مال ضائع لا لقطة .. أمره للإمام، فيحفظه، أو ثمنه إن رأى بيعه، أو يقترضه لبيت المال إلى ظهور مالكه إن توقعه، وإلا صرفه لمصارف بيت المال، وحيث لا حاكم، أو كان جائرا، فعل من هو بيده فيه ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني