الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب بر الأم وزيارتها والإحسان إليها

السؤال

اعرف شخصا يريد أن يعرف حكم الشرع فيما يفعله.
قبل أعوام، قال له أخوه الصغير: اخرج من بيتي، وليست بيننا صلة رحم، - وأمهما تعيش مع الصغير - والأخ الكبير انزعج كثيرا ولم يعد يريد دخول ذلك البيت أبدا، وتمضي أشهر عديدة ولا يرى أمه، والأخ الصغير رافض أن تخرج أمه عند أحد آخر، والأخ الكبير لا يريد دخول البيت كي يرى أمه، والأخ الصغير يرفض ذهاب أمه عند أحد آخر، والآن الأخ الكبير لم ير أمه منذ أكثر من عام، ويقول: إنه يتأذى عندما يدخل بيته وهو لا يحتمل أن يتأذى، ويرفض ذهاب زوجته وأطفاله إلى بيت الأخ الصغير لكي لا يخوض في عرضهم، فما قول الشرع في هذا ؟ هل الأخ الكبير قاطع لصلة الرحم ؟ هل عليه أن يذهب ويأخذ زوجته وأطفاله أم عليه البقاء في البيت. أمهما عمرها في التسعينات، ويقولون: إنها لم تعد بكامل قواها العقلية، من فضلكم ردوا بسرعة كي نعلم حكم الشرع. وجزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبر الأم من آكد واجبات الدين، فليس لهذا الرجل أن يقصّر في برها، ولا يمنع وجوب برها والإحسان إليها كونها قد كبرت سنها أو نحو ذلك من الأعذار، والذي نفهمه من السؤال أن هذا الرجل غير ممنوع من دخول بيت أخيه، وأن هذا المنع الذي قد كان قبل سنين لم يعد قائما، فينبغي لهذا الشخص ألا يقصر في زيارة أمه وبرها، وعليه أن يصلح ما بينه وبين أخيه، وألا يقطع رحمه؛ فإن صلة الرحم من أوثق عرى الدين، فإذا أصلح ما بينه وبين أخيه لم يجد غضاضة في دخول بيته وبر أمه وزيارتها والإحسان إليها، وينبغي له أن يصطحب أولاده لزيارة جدتهم فإنها تسر بذلك، كما أن في هذا تربية لأولاده على البر والإحسان إلى ذي الحق وتأدية حقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني