الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أرجو أن تعطوني بعض المعلومات عن نساء الجنة مما ورد في الكتاب والحديث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد جاء وصف نساء الجنة في آيات وأحاديث كثيرة، فمن ذلك قوله تعالى: ( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ) [البقرة: 25] والمطهرة هي التي طهرت من الحيض، والبول، والنفاس، والغائط والمخاط والبصاق، وكل قذر وكل أذى يكون من نساء الدنيا، وطهر مع ذلك باطنها من الأخلاق السيئة والصفات المذمومة، وطهر لسانها من الفحش والبذاء، وطهر طرفها من أن تطمح به إلى غير زوجها، وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ.
قال عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (مطهرة ): لا يحضن ولا يحدثن، ولا يتنخمن.
وقال تعالى: ( كذلك وزوجناهم بحور عين ) [الدخان: 54 ] والحور: جمع حَوراء، وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين. قال زيد بن أسلم: (الحوراء ) التي يحار فيها الطرف، و(عين ) حسان الأعين.
وقال تعالى: ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان. كأنهن الياقوت والمرجان) [الرحمن 56-58] قال الإمام ابن القيم: والمفسرون كلهم على أن المعنى: قصرن طرفهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم.
ومعنى ( لم يطمثهن ) أي: لم يمسسهن، أي ولم يجامعهن أحد، فهن أبكار. وأما قوله: ( كأنهن الياقوت والمرجان ) فقد قال الحسن وعامة المفسرين: أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان، شبههن في صفاء اللون وبياضه بالياقوت والمرجان نقله ابن القيم عنهم.
كما قال الله في وصف نساء الجنة ( إنا أنشأناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً لأصحاب اليمين ) [الواقعة: 35-38] وقوله (عرباً) جمع عروب، وهن الحسناوات المتحببات إلى أزواجهن. فجمع سبحانه وتعالى بين حسن صورتها وحسن عشرتها، وهذا غاية ما يطلب من النساء، وبه تكمل لذة الرجل بهن. وقوله (أترابا) أي: مستويات على سن واحد بنات ثلاث وثلاثين سنة.
وقد روى الإمام البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحاً، ولأضاءت ما بينهما، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" وعن الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، على كل واحدة سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء الثياب". وقد وصف الله أهل الجنة بأنهم في شغل، قال تعالى: ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون. لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون " [يسن :55-57] قال ابن مسعود رضي الله عنه: شغلهم افتضاض العذارى .
فما أعظم هذا النعيم وما أحسنه . والآيات والأحاديث في وصف الحور العين كثيرة ومن أراد الاستزادة يمكنه الرجوع إلى كتب التفسير والحديث، والكتب المؤلفة في وصف الجنة مثل كتاب: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم رحمه الله.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا إياها بمنه ورحمته، وأن يوفقنا لعمل صالح يكون وسيلة لديه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني