الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الحكم الكوني والحكم الشرعي

السؤال

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتاب شرح العقيدة الواسطية "مكتبة الصفا" ص 15 : أنواع حكم الله - حكم الله نوعان: كوني وشرعي :فالكوني ما يقضي به الله تقديرا وخلقا، ودليله قوله تعالى عن أحد إخوة يوسف: "فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي " *يوسف 80*
والشرعي ما يقضي به الله ودليله قوله تعالى "ذلكم حكم الله يحكم بينكم " *الممتحنة 10*
انتهى
المرجو من فضيلتكم شرح هذه الفقرة لأنني لم أفهمها : ما هو الفرق بين الكوني والشرعي ؟
المسألة الثانية تحدث كثيرا ونعاني منها وهو أنه عندما يحدث أمر سوء ويكون من سوء تدبيري فاحتج بالقدر وبأنه مقدر، بالرغم أنه كانت لي يد فيه ولكنه من قدر الله، فأجد لوما كبيرا في هذا الأمر ، معتبرين هذا بأنه تبرير بالقدر لسوء تدبير صادر مني ، والسؤال : هل يجوز لنا أن نقول بأن هذا الأمر مقدر علينا بالرغم من أنه كانت لنا يد فيه ؟. وأستسمح على الإطالة , وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحكم الكوني هو ما قدر الله تعالى أنه سيحصل وقوعه فعلا، فإذا حكم كونا بوقوع شيء فلا بد أن يقع ولا يستلزم ذلك محبته، فقد يحكم الله كونا بوقوع ما لا يرضاه لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى.

وأما الحكم الشرعي فهو ما طلب الله من العباد تطبيقه والعمل به من الأحكام الشرعية، وهذا لا يستلزم الوقوع إذ قد يقع وقد لا يقع. فقد أمر الله أبا جهل بالإيمان ولم يؤمن.

وأما عن السؤال الثاني فالجواب نعم يجوز ذلك، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها:52503، 32378، 18046، 34841، 35295، 53111،55820، 69162.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني