الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أين خلق سيدنا آدم علية السلام هل كان ذلك في السماء أم في الأرض، وما معنى كلمة اهبطوا التي ذكرت في القرآن، هل تعني الهبوط من السماء أم من مكان في الأرض أي (من مكان مرتفع في الأرض إلى مكان منخفض موجود في الأرض) و لكم جزيل الشكر.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

آدم عليه السلام خلق في الجنة في السماء وأهبط منها إلى الأرض.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن آدم عليه السلام خلقه الله تعالى في الجنة، جاء في صحيح مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما صور الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك.

وهذه الجنة هي جنة الخلد التي أعدها الله تعالى دار كرامة لأوليائه في الآخرة هذا ما عليه جمهور الأمة والمحققون من أهل العلم.

قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة .. وأن الله سبحانه قد خلق الجنة فأعدها دار خلود لأوليائه، وأكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم، وهي التي أهبط منها آدم نبيه وخليفته إلى أرضه بما سبق في سابق علمه.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: والجنة التي أسكنها آدم وزوجته عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي: جنة الخلد، ومن قال: إنها جنة في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدة، أو غير ذلك، فهو من المتفلسفة والملحدين، أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين، فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة..

والهبوط معناه النزول من الأعلى إلى الأسفل، وهو ضد الصعود؛ كما قال أهل اللغة والتفسير، وهبوط آدم ومن معه كان من الجنة التي هي في السماء إلى الأرض التي سيعيشون عليها ويدفنون فيها ويخرجون منها للبعث كما قال تعالى: قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ {الأعراف:25}

وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين التاليتين: 24506، 57114.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني