الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخصيص ذكر معين بوقت معين بغير دليل يعد بدعة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو الإفادة فيما يلى:
أصلى فى مسجد الصلوات الخمس إماما ويأتي شيخ يصلي بنا صلاة الجمعة؛ وبعد الصلاة نقول أذكار ختام الصلاة بشكل جماعي بالصيغة الآتية:"نقرأ آية الكرسي ثم يقول يا علي يا عظيم جل الباقي سبحانك سبحان الله وينتظر حتى يتمها الناس ثلاثة وثلاثين ثم يقول دائما يا ربنا لك الحمد, الحمد لله وينتظر حتى يتمها الناس ثم يقول الحمد لله على دين الإسلام وتوفيق الإيمان, الله أكبر وينتظر حتى يتمها الناس ثم يقول الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله وتعالى بكرة وأصيلا ويقول حق ويقول الناس معه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قديرحق لا إله إلا الله سيدنا محمدا عبده ورسوله حقا ويقينا وصدقا ثم يقول بسم الله الرحمن الرحيم وقال ربكم ادعونى أستجب لكم ثم يدعو ويدعو الناس ثم يقول اللهم تقبل منا بسر الفاتحة ثم يصلي على النبي , فما رأيكم فى ذلك وكيف أنصحه فى ذلك مع العلم أني أريته فتواكم رقم 8381 ورقم 10006 ورقم 13351 فقال أن ما يقوله هى الأذكار الشرعية وأنه يقوم بذلك لتعليم الناس وأن أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فى هذا المجال لم تحدد كيفية أذكار ختام الصلاة سرا أم علانية وقال أنه يمكن أن نقولها سرا أو علانية. وهو يفعل ذلك بصفة دائمة بعد كل صلاة جمعة,فأرجو الإفادة بالأدلة من الكتاب و السنة ،وكيف يجب على أن أنصح هذا الرجل مع العلم أنه أزهرى؟ . وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذكر على وجه العموم مطلوب ومشروع في كل وقت وحين لقول الحق سبحانه: [ يا أيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا](الأحزاب: 41_42). وقال: [ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ] (الأحزاب: 35). وقال سبحانه: [الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ] (آل عمران: 191).

وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد في المسند وصححه الأرناؤوط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي عند ما سأله إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل.

ومن هذا يعلم مشروعية الذكر من حيث العموم إلا أن تخصيص ذكر معين بوقت معين وبعدد معين يحتاج إلى دليل، فما لم يدل الدليل عليه منه فلا يفعل، لأنه يعتبر بدعة إضافية، والخير كله في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم يقول: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم. وفي رواية البخاري: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد. ومصداق هذا قول الله تعالى: [وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا] (النور: 54). وقوله: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ] (آل عمران: 31).

ولا شك أن طريقة هذا الخطيب في الذكر من البدع المخالفة التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من التابعين ولا غيرهم من أهل العلم، وعلى هذا، فالذي نراه أن تحاول إقناع هذا الخطيب بشكل هادئ وأسلوب هين تعرض عليه فيه أقوال أهل العلم في الفتاوى التي أشرت إليها وليكن ذلك بعيدا عن الناس، لأن ذلك أبلغ في النصيحة، فإن قبل نصيحتك فاحمد ربك أن وفقت إلى ذلك، وإن لم يقبل فقد برئت ذمتك من فعله لإبلاغك الحق له وانصح من قدرت على نصحه من المصلين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني