الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحوار الذي يتضمن الاقتباس من القرآن

السؤال

جاءني على الإيميل هذه الرسالة أليس فيها استهزاء بالقرآن الكريم أفتونا مأجورين حوار بين امرأة ورجل مرت امرأة فائقة الجمال برجل فقير بل معدم، فنظر إليها وقلبه ينفطر شغفا بجمالها، ثم تقدم منها ودار بينهما الحوار الآتي: الرجل: "وزيّناها للناظرين"، المرأة: "وحفظناها من كل شيطان رجيم"، الرجل: "بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون"، المرأة: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب"، الرجل: "نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا"، المرأة: "لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا"، الرجل: "وإن كان ذو عسرة"، المرأة: "حتى يغنيهم الله من فضله"، الرجل: "والذين لا يجدون ما ينفقون"، المرأة: "أولئك عنها مبعدون"، عندها احمر وجه الرجل غيظا وقال: "ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين!!"، فأجابته المرأة:"للذكر مثل حظ الأنثيين"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الكلام لا يجوز لما فيه من امتهان كتاب الله تعالى والعبث به وتحريفه عن موضعه ووضعه في غير محله، ويدل على أن صاحبه لا يراعي حرمة كلام الله تعالى ولا يعظم شعائره، وقد اختلف أهل العلم في حكم التضمين والاقتباس ، والتضمين في كتاب الله تعالى إذا كان لمقصد شريف ومشروع، فذهب المالكية إلى التشديد على حرمته سداً لذريعة امتهان كتاب الله تعالى وعدم تعظيم حرماته، قال الإمام السيوطي الشافعي في كتابه شرح عقود الجمان في المعاني والبديع والبيان عند الكلام عن الاقتباس والتضمين..:

قلت وأما حكمه في الشرع * فمالك مشدد في المنع.

وليس فيه عندنا صراحه * .....

قال في الشرح إنه سأل قاضي القضاة محي الدين بن أبي القاسم الأنصاري المالكي عالم الحجاز عن هذين البيتين:

مات ابن موسى وهو بحر كامل * فهناكم جمع الملائك مشترك

يأتيكم التابوت فيه سكينة * من ربكم وبقية مما ترك

فأجابه القاضي: هذا كفر عندنا

فإن كان ما في البيتين قد وصل بصاحبه عند بعض أهل العلم إلى أن قال فيه هذا القول فما بالك بهذا الحوار الهابط المستهتر المستهزئ، فإن عليك أن تنبه الناس إلى أن كتاب الله أنزل ليتدبر وهو كلام خالق السموات والأرض وخالق كل شيء، ومن جعله وسيلة تندر فلا يؤمن أن يجره ذلك إلى ما أفتى به العلماء المتقدمون مستدلين بقول الله تعالى: قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة:65-66}، فالأمر خطير جداً جداً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني