الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما صحة حديث: (خمسة أجساد حرمها الله على الأرض أن تأكلها: الأنبياء والشهداء...)

السؤال

ما صحة حديث: خمسة أجساد حرمها الله على الأرض أن تأكلها الأنبياء والشهداء والأولياء والأبلق ومن قرأ سورة الواقعة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لم نطلع على الحديث المذكور، وقد ثبت أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وأما غيرهم؛ فلم نطلع على دليل واضح يثبت ذلك أو ينفيه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نطلع على الحديث المذكور، والذي لا شك أن فيه أن الأرض لاتأكل أجساد الأنبياء كما ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم. وسبق بيانه بالتفصيل في الفتوى: 79727.

وأما غير الأنبياء؛ فلم نطلع على نص من نصوص الوحي يثبت ذلك بالقطع أو ينفيه ، وقد ذكر ابن عبد البر في كتابه التمهيد والقرطبي في التفسير أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء والشهداء ؛ فقد قال ابن عبد البر عند كلامه على حديث: كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب. رواه مالك في الموطإ وغيره.

قال : وظاهر هذا الحديث وعمومه يوجب أن يكون بنو آدم في ذلك كلهم سواء، إلا أنه قد روي في أجساد الأنبياء وأجساد الشهداء أن الأرض لا تأكلهم ؛ وحسبك ما جاء في شهداء أحد وغيرهم، وهذا دليل على أن اللفظ في ذلك لفظ عموم يراد به الخصوص.

وقال القرطبي في التفسير: وثبت أن الأنبياء والأولياء والشهداء لا تأكل الأرض أجسادهم ، فقد حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم وقد بينا هذا في كتاب التذكرة.اهـ

وقد استثنى المناوي في فتح القدير والزرقاني في شرح الموطأ والألوسي في التفسير ، أصناف من الناس فذكر الصديقين والعلماء العاملين والمؤذن المحتسب وحامل القرآن.

ولكن كل ما ذكروه لم يقم عليه دليل صحيح إلا ما ثبت في الواقع من شأن الشهداء، ولم نر أحدا منهم ذكر الأبلق ومن قرأ سورة الواقعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني