الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل هذه الرواية صحيحة؟ وللرواية تتمة حيث كتب الكاتب أنها مأخوذة من كتاب ( تنبيه الغافلين ) للإمام الفقيه ( أبي الليث نصر بن محمد الحنفي السمرقندي).
باب فضل أمة (محمد صلي الله عليه وسلم ): يقال إن الله تعالى أكرم هذه الأمة بخمس كرامات: 1- انه خلقهم ضعفاء حتى لا يستكبروا.
2- خلقهم صغارا فى أنفسهم حتى تكون مؤونة الطعام والشراب والثياب عليهم.
3- جعل عمرهم قصيرا حتى تكون ذنوبهم أقل.
4- جعلهم فقراء حتى يكون حسابهم فى الآخرة أقل.
5- جعلهم آخر الأمم حتى يكون بقاؤكم فى القبر أقل.
وذكر أن آدم-عليه السلام- قال: إن الله تعالى أعطى أمة محمد(صلى الله عليه وسلم) أربع كرامات: 1- إن قبول توبتى كان بمكة وأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) يتوبون فى كل مكان فيتقبل الله توبتهم. 2- أني كنت لابسا فلما عصيت جعلني عريانا وأمة محمد(صلى الله عليه وسلم) يعصون عراة فيلبسهم الله. 3- أني لما عصيت فرق الله بينى وبين امرأتى وأمة محمد(صلى الله عليه وسلم) يعصون ولا يفرق الله بينهم وبين أزواجهم. 4- أني عصيت فى الجنة فأخرجني منها وأمة محمد(صلى الله عليه وسلم) يعصون خارج الجنة فيدخلونها بالتوبة.
وروى عن علي أنه قال: بينما النبى(صلى الله عليه وسلم) جالس مع المهاجرين والأنصار إذ أقبل إليه جماعة من اليهود فقالوا يامحمد إنا نسألك عن كلمات أعطاهن الله تعالى لموسى بن عمران لا يعطيها إلا نبيا مرسلا أو ملكا مقربا فقال النبى(صلى الله عليه وسلم) "سلوا" فقالوا : يامحمد أخبرنا عن هذه الصلوات الخمس التى افترضها الله على أمتك؟ فقال النبى(صلى الله عليه وسلم): أما صلاة الظهر إذا زالت الشمس يسبح كل شىء لربه، وأما صلاة العصر فإنها الساعة التي أكل فيها آدم عليه السلام من الشجرة، وأما صلاة المغرب فإنها الساعة التى تاب الله على آدم عليه السلام فيها. فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه. وأما صلاة العتمة فإنها الصلاة التي صلاها المرسلون قبلي، وأما صلاة الفجر فإن الشمس إذا طلعت تطلع بين قرني الشيطان ويسجد لها كل كافر من دون الله. قالوا صدقت يا محمد. فما ثواب من صلى؟ قال النبى(صلى الله عليه وسلم) : أما صلاة الظهر فإنها الساعة التي تسعر فيها جهنم فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة إلاحرم الله تعالى عليه لفحات جهنم يوم القيامة، وأما صلاة العصر فإنها الساعة التي أكل فيها آدم عليه السلام فيها من الشجرة فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ثم تلا قوله تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. وأما صلاة المغرب فإنها الساعة التي تاب الله فيها على آدم فما من مؤمن يصلي هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه. وأما صلاة العتمة فإن القبر ظلمة ويوم القيامة ظلمة فما من مؤمن مشى فى ظلمة الليل إلى صلاة العتمة إلا حرم الله تعالى عليه وقود النار ويعطيه نورا يجوزه على الصراط، وأما صلاة الفجر فما من مؤمن يصلي الفجر أربعين يوما فى الجماعة إلا أعطاه الله براءتين: براءة من النار وبراءة من النفاق. قالوا صدقت يا محمد. ولم افترض الله على أمتك الصوم ثلاثين يوما؟ قال: إن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي فى بطنه مقدار ثلاثين يوما فافترض الله على ذريته الجوع ثلاثين يوما ويأكلون بالليل تفضلا من الله تعالى على خلقه. قالوا صدقت يامحمد فأخبرنا عن ثواب من صام من أمتك؟ قال: ما من عبد يصوم من شهر رمضان يوما محتسبا إلا أعطاه الله تعالى سبع خصال: يذوب اللحم الحرام من جسده ويقرب من رحمته، ويعطيه خير الأعمال، ويؤمنه من الجوع والعطش، ويهون عليه عذاب القبر، ويعطيه الله نورا يوم القيامة حتى يجاوز به الصراط ويعطيه الكرامات في الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن نبهنا على أن كتاب (تنبيه الغافلين) مليء بالأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها، وأنه لا يعتمد عليه في باب الحديث. وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 18330، 49119، 60654، 76319.

وهذا المنقول في السؤال من هذا الباب، فهو موضوع لا أصل له.

قال الدكتور حاتم العوني: الحديث المذكور حديث ظاهر النكارة والتصنُّع، وملامح الوضع ظاهرة عليه، فلا تجوز نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإجماع في مثله، بل الجزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع العلم ببطلانه من أكبر الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من حدث عني حديثاً وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين. انتهى.

وقال الدكتور حامد العلي: لم أجد لهذا الحديث أثرا في كتب السنة المشهورة بعد طول البحث. انتهى.

وراجع في ذلك الفتويين: 75374، 110733.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني