الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث (..رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش..)

السؤال

سمعت شيخا يذكر أن حديثا شريفا يروي أن عرش الله فوق قرني ملك رجله في الأرض السفلى!!!!!!!!!!!!
سؤالي:
1- هل هذا الحديث صحيح؟
2- ماذا يختلف هذا المضمون عن الخرافة التي كان يؤمن بها القدماء بأن الأرض فوق قرني ثور!!
3- نعرف أن عرش الله يحمله ثمانية فأين السبعة الباقون ؟
4- ما معنى الأرض السفلى ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحديث الذي يعنيه السائل هو ما رواه الطبراني من حديث أنس مرفوعا بلفظ: أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة سنة، يقول الملك: سبحانك حيث كنت.

فإسناده ضعيف، وفي متنه نكارة، والصواب في ذلك ما رواه أبو داود وأحمد من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام.

ولذلك قال الألباني عن رواية أنس: منكر بذكر القرن والخفقان. السلسلة الضعيفة.

وبهذا يتبين أنه لا مجال للسؤال الثاني أصلا.

وإن كنا نود لفت نظر السائل الكريم إلى أن إسناد هذا الحديث أو غيره لو صح، لم يجز التعليق عليه بمثل ما ذكره من الكلام، فإن أمور الغيب بصفة عامة، حتى ولو كانت ثابتة في القرآن، لا تأتي دائما على وفق ما يعقله الناس ويعرفونه بحواسهم، فيمكن لكل زائغ أن يصفها بالخرافة، وأما المسلم فيتلقى بالتسليم كل ما جاء في القرآن وما صح من السنة.

ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 31341، 639.

وكذلك السؤال الثالث لا معنى له، فإن الحديث إنما يصف واحدا من حملة العرش، وسواء أشبهه بقيتهم أو لم يشبهوه فلا إشكال.

وأما السؤال الأخير فيجد السائل الكريم جوابه في الفتويين: 35459، 20448.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني