الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاديث ثابتة وأخرى غير ثابتة في بر الوالدين

السؤال

ما صحة هذه الأحاديث: (ما من رجل ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة). وأيضا: (ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة. قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال "نعم ، الله أكبر وأطيب). وأيضا (النظر في ثلاثة أشياء عبادة: النظر في وجه الأبوين ، وفي المصحف ، وفي البحر ). رواه أبو نعيم ، وفي رواية (النظر إلى الكعبة عبادة ، والنظر إلى وجه الوالدين عبادة ، والنظر في كتاب الله عبادة. أبو داود وأيضا. قال صلى الله عليه وسلم: ( ما بر أباه من حد إليه الطرف بالغضب ). البيهقي. وأيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رضا الله في رضا الوالد ، وسخط الله في سخط الوالد).الترمذي.
وأيضا عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقال للعاق اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك، ويقال للبار اعمل ما شئت فإني أغفر لك. أبو نعيم في الحلية.
وما حكم إرسال الإيميلات المحتويه على أمور دينية دون التأكد من صحة ما بها ولكن القصد من إرسالها نشر الخير، وليس بنية نشر بدع، أي عن جهل من الشخص المرسل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحديث الأول ذكر الألباني في تحقيق المشكاة أنه موضوع، وفي تذكرة الموضوعات للفتني أن في سنده رجلا اسمه نهشل وهو كذاب.

وأما حديث النظر إلى الكعبة عبادة. فلم يروه أبو داود صاحب السنن وإنما رواه ابنه في المصاحف وهو ضعيف لوجود زافر في سنده. وهو لا يتابع على حديثه كما قال ابن عدي والذهبي والألباني.

وأخرجه أيضا الديلمي في مسند الفردوس، ومسند الفردوس من الكتب التي عدها أهل المصطلح من مظان الحديث الضعيف.

وأما حديث: ما بر أباه من شد إليه الطرف بالغضب. فقد رواه الطبراني في الأوسط وقال فيه الهثمي فيه صالح بن موسى وهو متروك. وقد ضعفه الألباني في تحقيق الجامع الصغير فقال فيه: ضعيف جدا.

وأما حديث: رضى الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين. فقد وراه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

وأما حديث: يقال للعاق اعمل ما شئت ... الخ فقد أخرجه أبو نعيم والثعالبي في تفسيره وهو ضعيف لوجود مجاهيل في سنده. وراجع للمزيد في الأمر الفتوى رقم: 104619، والفتوى رقم: 58806.

وأما نشر الأمور الدينية فمرغب فيه شرعا، ولكنه لا يصح إلا بعد التأكد من صحة ما ينشر، ولا سيما إذا كان أحاديث نبوية. وراجع الفتوى رقم: 131198، والفتوى رقم: 95298

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني