الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسجيل الحضور بالمواقع عن طريق الذكر

السؤال

أرسل لكم هذه الرسالة وأنا في أمس الحاجة لرد فضيلتكم ..فأنا أمتلك موقعاً على الانترنت يضم هذا الموقع منتديات. نشر أحد الأعضاء موضوعاً يحمل فتوى من المشائخ التالية أسمائهم:1- أسامة العتيبي 2- ماهر القحطاني . هذا نص السؤال المطروح على الشيخين : ما حكم الشرع فيما يفعله بعض المنتديات أن يكتب أحدهم موضوعا بعنوان : سجل حضورك بذكر اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى أو سجل حضورك بذكر آية من كتاب الله أو بأي ذكر آخر وهكذا يفعل الأعضاء عند دخول المنتدى فيكتبون اسما من أسماء الله أو آية من كتاب الله عند دخولهم المنتدى ....؟
أفيدونا مأجورين، وفقكم الله وبارك فيكم . و كانت إجابة الشيخ العتيبي كالتالي :فما يفعله أولئك من كتابة موضوع : سجل حضورك بإيراد ذكر أو اسم من أسماء الله أو نحو ذلك محرم من وجوه : الوجه الأول: أن العبادات مبناها على التوقيف، وقد قال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) رواه مسلم في صحيحه وعلقه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام : ((من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد)) متفق عليه . وما يفعله أولئك هو من باب العبادات التي يجب فيها الاتباع وينهى فيها عن الابتداع ..وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه : "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".الوجه الثاني : أن هذا الفعل قد صدر نحوه من بعض من سبق فأنكر عليه السلف ..من ذلك أولئك الذين كانوا تحلقوا في المسجد لمجرد الذكر مع عدهم لذلك الذكر فأنكر عليهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقال لهم : "إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة" وقال لهم : "وكم من مريد للخير لم يدركه". وقد قال الراوي : لقد رأيت عامة أصحاب الحلق يطاعنوننا يوم النهروان ..أي أنهم أصبحوا من الخوارج بسبب بدعتهم ، فقد جرتهم إلى بدعة أغلظ..وكذلك التدوير كرهه مالك وذكره العلماء في البدع ، وهو أن يجتمع مجموعة من الناس في حلقة لقراءة القرآن فقط لا للتعليم فهذا يسمى التدوير وهو بدعة، الوجه الثالث : أن عامة وأكثر من يدخل المنتديات من الجهال ، ففتح الباب لهم بوضع ذكر أو اسم من أسماء الله فتح لباب الشر ، ودخول الجهال فيما لا يحسنون ، فقد يضعون أسماء ليست من أسماء الله ، أو أذكاراً موضوعة ومكذوبة
فهذه بعض الأوجه الدالة على حرمة هذه الأفعال..والله أعلم وصلى الله سلم على نبينا محمد - - -وكان رد الشيخ القحطاني كالتالي :بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله أما بعد، فعملهم هذا فيه نظر من جهات، الأولى / أن كثيرا من الناس خاصة ممن يكتب في المنتديات يجهلون أسماء الله الصحيحة فيسمونه بما لم يسم به نفسه 000كالستار وإنما هي الستير 0000والمذل وغيرها مما في حديث الترمذي الضعيف الذي نص عليها 000فيحتاج في هذا الباب إلى عالم والمشرفين عادة ليس فيهم عالم فإما أن يقروا على الخطأ أو ينكروا من الأسماء ماثبت ولكن لقلة بضاعتهم سيتخبطوا في هذا الباب0الثاني / أن الذي اكتفى به السلف ذكر البسملة واستمروا عليه ففيها كل خير أما أن يزاد على البسملة ذكر إسم الله مفردا تبركا ويستمر على ذلك فاخشى أن يكون بدعة أما إن كتب ذلك في نهاية الموضوع للتعليم وكان الكاتب عالما وفعل ذلك ليعلم فلعل أمر التعليم واسع 000ولكن قد يظن جاهل أن تلك الكتابة للتبرك أو أنه مستحب ذكر الأسماء في الرسائل فيقتدي بذلك في رسائله فيخالف رسائل رسول الله 0فناصحهم على ماذكرت لك وحبذا أن تذكر لي بعض أسماء الله التي كتبوها 000حتى نرى هل هم عارفون بأسماء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.
- - -و نحن فضيلة الشيخ ننتظر ردكم حيال هذا التساؤل بحكم معرفتك بالانترنت والمنتديات ..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته من تسجيل الحضور عن طريق كتابة آية أو اسم من أسماء الله أو ذكر من الأمور الحسنة التي فيها تعاون على البر والتقوى، وهو بلاشك أفضل كثيراً من العبارات والشعارات التي يستخدمها بعض رواد المنتديات، وهو يشبه نقش الخواتم الذي كان شائعا في سلف هذه الأمة ويكون فيه اسم من أسماء الله تعالى أو آية من القرآن العظيم. كما أن ضبط أسماء الله ومعرفة الثابت منها يمكن عن طريق الدخول على موقع العلامة ابن عثيمين أو غيرها من المواقع الأخرى المتخصصة، وراجع الفتوى رقم:48823.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني