الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يقال بين التكبيرات في صلاة العيد

السؤال

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع وهذه الخدمة وأريد أن أستفسر عن صلاة العيد ماذا يقول المصلي بعد كل تكبيرة؟ وشكراً لكم وجزاكم الله خيراً.. ودمتم بود وصحة وعافية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر معين بين تكبيرات العيد، ولكن جاء الذكر بين التكبيرات عن بعض السلف، وبناء على هذا اختلفت كلمة العلماء في المسألة، فذهب أبو حنيفة ومالك والأوزاعي إلى أنه يكبر متوالياً ولا يقول شيئاً بين التكبيرات ولأنه ذكر من جنس مسنون فكان متوالياً، كالتسبيح في الركوع والسجود، وذهب الشافعي وأحمد إلى مشروعية الذكر بين كل تكبيرتين، قال ابن قدامة مقرراً حجتهم ومجيباً عن حجة الفريق الأول: ولنا ما روى علقمة أن عبد الله بن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوماً فقال لهم: إن هذا العيد قد دنا، فكيف التكبير فيه؟ فقال عبد الله: تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة، وتحمد ربك، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تدعو وتكبر، وتفعل مثل ذلك، ثم تقرأ ثم تكبر وتركع، ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تركع، فقال حذيفة وأبو موسى: صدق أبو عبد الرحمن. رواه الأثرم في سننه.

ولأنها تكبيرات حال القيام فاستحب أن يتخللها ذكر كتكبيرات الجنازة وتفارق التسبيح لأنه ذكر يخفى ولا يظهر بخلاف التكبير، وقياسهم منتقض بتكبيرات الجنازة. انتهى.

وهذا الأثر الذي ذكره ابن قدامة رواه البيهقي بإسناد صحيح عن علقمة وقال عقب إخراجه له: وهذا من قول ابن مسعود رضي الله عنه موقوف عليه فنتابعه في الوقوف بين كل تكبيرتين للذكر إذ لم يُرو خلافه عن غيره، ونخالفه في عدد التكبيرات وتقديمهن على القراءة في الركعتين جميعاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فعل أهل الحرمين وعمل المسلمين إلى يومنا هذا. انتهى.

إذا علمت هذا فاعلم أن الأمر في هذا واسع فمن سكت بين التكبيرتين فلا حرج، ومن ذكر الله فلا حرج، والذكر أولى لثبوته عن ابن مسعود ولم يخالفه غيره من الصحابة، وأما ما هو الذكر الذي يقوله، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما التكبيرات فإنه يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بما شاء. هكذا روى نحو هذا العلماء عن عبد الله بن مسعود، وإن قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، واللهم صلي على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي وارحمني كان حسناً، وكذلك إن قال: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً. ونحو ذلك، وليس في ذلك شيء مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والله أعلم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني