الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 587 ] الآية الثانية والأربعون :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شيء مقيتا } . الآية فيها مسألتان :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : اختلف في قوله : { من يشفع شفاعة } على ثلاثة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول : من يزيد عملا إلى عمل .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : من يعين أخاه بكلمة عند غيره في قضاء حاجة . قال النبي صلى الله عليه وسلم { اشفعوا تؤجروا ، وليقض الله سبحانه على لسان رسوله ما شاء } .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : قال الطبري في معناه : من يكن يا محمد شفيعا لوتر أصحابك في الجهاد للعدو يكن له نصيب في الآخرة من الأجر . ومن يشفع وترا من الكفار في جهادك يكن له كفل في الآخرة من الإثم

                                                                                                                                                                                                              . والصحيح عندي أنها عامة في كل ذلك ، وقد تكون الشفاعة غير جائزة ، وذلك فيما كان سعيا في إثم أو في إسقاط حد بعد وجوبه ، فيكون حينئذ شفاعة سيئة .

                                                                                                                                                                                                              وروت عائشة { أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا : من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ؟ فقالوا : ومن يجترئ إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 588 ] فكلمه أسامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها } مختصرا . وهذا حديث صحيح . وروى أبو داود وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { تعافوا الحدود فيما بينكم ، فما بلغني من حد فقد وجب } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية