الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يمكنه الحج إلا بضعف التكلفة فهل يؤخره للعام القادم

السؤال

بلدي منعت الحج هذا العام: فهل يجوز لي الحج بطرق أخرى؟ منها: شراء الفيزا بالمال، والحج كله سيكلفني كثيرا من المال ـ قرابة 17.500دولار ـ أي ما يعادل تقريبا شراء مسكن لأحد الفقراء، أو ما يعادل ثمن حج شخصين معا، هذا وإنني لم أتجاوز 43 من العمر، فما هو الأفضل؟ هل أحج هذا العام؟ أم أصبر وأحج العام المقبل؟ وربما أخذ ت زوجتي ـ التي لم تحج هي الأخرى ـ معي.
مع الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل هو وجوب الحج على الفور، وهذا هو مذهب الجمهور، فمن استطاع السبيل إلى الحج وجبت عليه المبادرة به ولم يجز له تأخيره، ولكن نص كثير من أهل العلم على أن من وجد الراحلة ـ وفي معناها وسائل النقل الحديثة ـ ولكنه وجدها بأكثر من ثمن المثل أو أجرة المثل لم يكن الحج واجباً عليه.

قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح المهذب: فإذا كان بينه وبين مكة مسافة تقصر فيها الصلاة لم يلزمه الحج إلا إذا وجد راحلة تصلح لمثله بثمن المثل أو أجرة المثل، فإن لم يجدها أو وجدها بأكثر من ثمن المثل أو بأكثر من أجرة المثل أو عجز عن ثمنها أو أجرتها لم يلزمه الحج. انتهى.

وبناء على هذا، فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ في تأخير الحج هذا العام، لأنك ـ والحال ما ذكر ـ لست من أهل الوجوب على ما تقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة